بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة في الله : لقد سمعتم كما سمعنا ذاك النبأ العظيم ، الذي ما أن لامس الأذان ، واستقر في سويداء القلوب حتى مزقها ، إنها مأساة ورب الكعبة مأساة ..إنه خبر ذاك الرجل الذي قضى على حياته وحياة أسرته كلها لقد نشرت الصحف في الأيام الماضية قصة هذا الرجل الذي أقدم على قتل زوجته وابنته وعمرها سبع سنوات وابنه وعمره خمس سنوات وقطع يد ابنه الآخر وعمره ثلاث سنوات ، وهل اكتفى بهذا ؟! كلا ؛ بل قام بالتمثيل بجثتهم وتقطيع أجزاء من أعضائهم ( ) .
بأي ذنب قتلت يا ترى هل يفعل ذلك عاقل ؟! هل بلغت قسوة القلوب أن يقوم بقتل فلذات أكباده ؟! هل تحجرت الأفئدة إلى هذا الحد حتى وصل الأمر إلى أن يقتل أم أولاده ؟! هل نُزعت الرحمة من ذاك القلب حتى لم يكتف بالقتل بل لابد من التمثيل بهم وتقطيع أجزائهم ؟!
والجواب كلا ، لم نصل إلى هذا الحد ولكنه السم الزعاف الذي أذهب عقل ذاك الرجل ، إنها الخمور والمخدرات التي نزعت الرحمة والشفقة من ذلك الإنسان فأصبح لا يشعر بنفسه فأخذ يقتل هذا ويسفك دم ذاك ..وكم من الجرائم ارتكبت تحت تأثير الخمرة والمخدرات ، وكم من الفواحش والآثام اقترفت في غياب عقل الإنسان وإرادته ، وكم أعراضت انتهكت ، وكم من أموال سرقت ، وكم من حوادثِ سير وقعت ، وكم من أبدان هدها المرض وسممتها المسكرات ، وكم من أعصاب احترقت وأتلفتها المخدرات ؟! وكم عدوات تأججت نيرانها بين الأصدقاء والأقرباء ؟!
أمة الإسلام : إنها الخمرة والمخدرات التي يروج لها أعداء الإسلام ، لتخدير الأمة ، وإهدار أعز وأغلى طاقاتها ، وشل جهودهم ، وتغييب عقولهم.لقد هالهم فشل جميع خططهم في تحقيق أغراضهم للنيل من المسلمين ، فقاموا بزج كميات رهيبة من جميع أصناف المخدرات ، إلى بلاد المسلمين حسداً من عند أنفسهم ، يريدون للأمة المسلمة أن تتورط بهذه السموم ، فلا تخرج منها إلا بعد لأيٍ وشدائد .
هاهو أحدهم يقول لمروجي المخدرات : عليكم أن تهتموا باستدراج الشباب والطلبة بوجه خاص ولا خشية من ارتفاع الثمن ، فالمهم أن يصل الصنف في البداية إلى الشباب ولو مجاناً ، وبعد ذلك سيحصل الشباب على الثمن بأي طريقة .
أعلمت أيها الشاب كيف يخطط الأعداء لتدميرك ، والقضاء عليك ، فهل يليق بك ؛ أنت تسير إلى حتفك بيديك ، وأن وتركب رأسك وتقلد هؤلاء الفجرة ..إنهم يجرجرونك حتى إذا طلبوا منك كل شيء لم ترفض لهم طلبا ! حتى يصل بهم الأمر إلى أن يساومونك في عرضك وعرض محارمك ؟!
فما أنت صانع ؟! قلي بربك ما أنت صانع !؟ وقد وقعت في فخاخهم ، وأصبحت فريسة في شباكهم ، وكم من القصص قد سمعت ، وكم من الحكايات قد رويت ، وعند رجال الأمن والهيئات الخبر اليقين ـ حمانا الله وأياكم من ذلك ـ
ومن تلك الأخبار التي قد رويت وتناقلها الثقات قصة ذلك الرجل الذي حضر عنده مروج المخدرات وفي أثناء حديثهما وهم يتفاوضان في الكمية والقيمة دخلت تلك الفتاة الصغيرة تحمل لضيف والدها ووالدها كأسين من العصير وعندما رأها ذاك الماكر المخادع والذئب الجائع ، قال لوالدها : أوريد هذه ؟!! فقال إنها صغيره ! فقال : لا ضير ، فما كان من الوالد إلا أن أحضر ابنته ووضع المخدر في كأس العصير وساقها إياه حتى إذا غاب عقلها ، بدأ الخبيث بجريمته النكراء بهذه الفتاة الصغيرة البريئة ،ووالدها ينظر إليه وقد غاب عن وعيه بفعل المخدر ، فلا حول ولا قوة إلا بالله بأي ذنبت قتلت
أمة الإسلام : إن للمسكرات والمخدرات مضاراً كثيرة أثبتها الطب الحديث ، وأكدتها تجارب المجتمعات ، وذكروا فيها أكثر من مائة وعشرين مضرة دينية ودنيوية . قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ : ( إن الحشيشة حرام ، يُحدُّ متناولها كما يحد شارب الخمر ، وهي أخبث من الخمر ، من جهة أنها تفسد العقل والمزاج ، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة ، وغير ذلك من الفساد،وأنها تصد عن ذكر الله ) ( )
ومن أعظم مضار المسكرات والمخدرات ، أنها تفسد العقل والمزاج ، وما قيمة الإنسان إذا فسد عقله وتغير مزاجه ، يتعاطى المسكرات والمخدرات فيرتكب من الآثام والخطايا ، ما تضج منه الأرجاء ، وما يندم عليه حين يصحو ، ولات ساعة مندم ، ولقد رأى أبو بكر الصديق رجلا يبول في فم رجلا آخر وهو يقول له :زدني زدني ؟!! وروى القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره : أن أحد السكارى جعل يبول ، ويأخذ بوله بيديه ليغسل به وجهه وهو يقول : اللهم اجعلني من التوابين ،واجعلني من المتطهرين .( )
ولما سُئل أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ : هل شربت الخمر في الجاهلية ؟ قال : أعوذ بالله ! فقيل له : ولِمَ ؟ قال : كنت أصون عرضي ، وأحفظ مروءتي ، فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عرضه ومروءته . رحمك الله يا أبا بكر ماذا نقول لبعض أبناء قومي الذين يقارفون مثل هاتيك الذنوب وهم يعلمون حرمتها ؟ ويدركون جيدا خطورتها ؟ ماذا نقول لمن سهروا في الليالي الحمراء على ما حرم الله ؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله ، يقول الله جل جلاله : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ ( )
وعندما سمع الصحابة هذه الآية قالوا : " انتهينا انتهينا " ويشمل تحريم الخمر ، جميع أنواع المسكرات ؛ لقوله : " كل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام " رواه مسلم ( )
وإذا تكرر من الشارب الشرب ، وهو يعاقب ولا يرتدع ، فقد قال شيخ الإسلام : " يقتل في الرابعة عند الحاجة إليه ، إذا لم ينته الناس بدون القتل " وهذا عين الفقه والعلم ، لأن الصائل على الأموال ، إذا لم يندفع إلا بالقتل قتل ، فما بالكم بالصائل على أخلاق المجتمع وصلاحه وفلاحه .
وأما عقوبته في الآخرة فقد قال : " لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه " رواه الترمذي وغيره وقال : " كل مسكر حرام ، إن الله عز وجل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال ، قالوا : يا رسول الله ، وما طينة الخبال ؟ قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار " رواه مسلم
فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا الخمر وأخواتها عافانا الله وأياكم من هذا البلاء …
بارك الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون : إن من الأمور المهمة التي لابد من طرحها في مثل هذا الموضوع هو عن أسباب انتشار المخدرات في مجتمعاتنا وهاك يا رعاك الله بعض تلك الأسباب فمن عرف الداء عرف الدواء بإذن الله
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر يقع فيه
أولا : ضعف الوازع الديني ، فإذا ضعف الإيمان سهل على الإنسان ارتكاب المعاصي والمنكرات قال : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " رواه مسلم وإن المتعاطين للخمر والمخدرات غالبا ما يكونون مضيعين للصلاة ، ولذلك بين الله تعالى شأن الصلاة بقوله : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [العنكبوت :45]
ثانيا : السفر إلى الخارج حيث تكون هناك المغريات كثيرة ، فالمنكرات منتشرة دون مراقبة أو إنكار ولا حسيب ورقيب .
ثالثاً : القنوات الفضائية : تلك التي تبث الشر والفحشاء في بيوت المسلمين ومن شرها وبلائها الدعاية إلى شرب الخمور وتعاطي المسكرات والمخدرات سواء كان ذلك بصورة مباشرة أم غير مباشرة ، والشاب إذا رأى ذلك تأمره نفسه التواقة إلى كل جديد أن يجرب مثل ذلك وإذا وقع فالنهاية معلومة بائسة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
رابعاً : رفقاء السوء :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
ولقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت أن أكثر من ثمانين بالمائة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات ، كان وراءهم رفقاء السوء ، لذلك فإني أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله واختيار الصديق العاقل ومجالسة الصالحين ،وأوصي الآباء بمتابعة أبنائهم ورعايتهم وإبعادهم عن جلساء السوء وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
وأحذر أيها الشاب من التقليد والمجاملة لرفقاء السوء ، بل عليك أن تبتعد عن مجالستهم السيئة فأول الطريق الدخان ونهايته المخدرات .
و أحذر يا من ابتليت بشيء من هذه السموم ، أحذر أن تصم أذنيك ، وأن تستغشي ثيابك حينما تسمع التوجيه من الموجهين ، والنصيحة من الناصحين ، بل كن من الذين لهم آذان يسمعون بها ، وقلوب يعقلون بها واستمع إلى توجيهات الموجهين ونصائح الناصحين ، لعلك أن تكون من الراشدين الشاكرين ..
أيها الأخوة في الله : لقد سمعتم كما سمعنا ذاك النبأ العظيم ، الذي ما أن لامس الأذان ، واستقر في سويداء القلوب حتى مزقها ، إنها مأساة ورب الكعبة مأساة ..إنه خبر ذاك الرجل الذي قضى على حياته وحياة أسرته كلها لقد نشرت الصحف في الأيام الماضية قصة هذا الرجل الذي أقدم على قتل زوجته وابنته وعمرها سبع سنوات وابنه وعمره خمس سنوات وقطع يد ابنه الآخر وعمره ثلاث سنوات ، وهل اكتفى بهذا ؟! كلا ؛ بل قام بالتمثيل بجثتهم وتقطيع أجزاء من أعضائهم ( ) .
بأي ذنب قتلت يا ترى هل يفعل ذلك عاقل ؟! هل بلغت قسوة القلوب أن يقوم بقتل فلذات أكباده ؟! هل تحجرت الأفئدة إلى هذا الحد حتى وصل الأمر إلى أن يقتل أم أولاده ؟! هل نُزعت الرحمة من ذاك القلب حتى لم يكتف بالقتل بل لابد من التمثيل بهم وتقطيع أجزائهم ؟!
والجواب كلا ، لم نصل إلى هذا الحد ولكنه السم الزعاف الذي أذهب عقل ذاك الرجل ، إنها الخمور والمخدرات التي نزعت الرحمة والشفقة من ذلك الإنسان فأصبح لا يشعر بنفسه فأخذ يقتل هذا ويسفك دم ذاك ..وكم من الجرائم ارتكبت تحت تأثير الخمرة والمخدرات ، وكم من الفواحش والآثام اقترفت في غياب عقل الإنسان وإرادته ، وكم أعراضت انتهكت ، وكم من أموال سرقت ، وكم من حوادثِ سير وقعت ، وكم من أبدان هدها المرض وسممتها المسكرات ، وكم من أعصاب احترقت وأتلفتها المخدرات ؟! وكم عدوات تأججت نيرانها بين الأصدقاء والأقرباء ؟!
أمة الإسلام : إنها الخمرة والمخدرات التي يروج لها أعداء الإسلام ، لتخدير الأمة ، وإهدار أعز وأغلى طاقاتها ، وشل جهودهم ، وتغييب عقولهم.لقد هالهم فشل جميع خططهم في تحقيق أغراضهم للنيل من المسلمين ، فقاموا بزج كميات رهيبة من جميع أصناف المخدرات ، إلى بلاد المسلمين حسداً من عند أنفسهم ، يريدون للأمة المسلمة أن تتورط بهذه السموم ، فلا تخرج منها إلا بعد لأيٍ وشدائد .
هاهو أحدهم يقول لمروجي المخدرات : عليكم أن تهتموا باستدراج الشباب والطلبة بوجه خاص ولا خشية من ارتفاع الثمن ، فالمهم أن يصل الصنف في البداية إلى الشباب ولو مجاناً ، وبعد ذلك سيحصل الشباب على الثمن بأي طريقة .
أعلمت أيها الشاب كيف يخطط الأعداء لتدميرك ، والقضاء عليك ، فهل يليق بك ؛ أنت تسير إلى حتفك بيديك ، وأن وتركب رأسك وتقلد هؤلاء الفجرة ..إنهم يجرجرونك حتى إذا طلبوا منك كل شيء لم ترفض لهم طلبا ! حتى يصل بهم الأمر إلى أن يساومونك في عرضك وعرض محارمك ؟!
فما أنت صانع ؟! قلي بربك ما أنت صانع !؟ وقد وقعت في فخاخهم ، وأصبحت فريسة في شباكهم ، وكم من القصص قد سمعت ، وكم من الحكايات قد رويت ، وعند رجال الأمن والهيئات الخبر اليقين ـ حمانا الله وأياكم من ذلك ـ
ومن تلك الأخبار التي قد رويت وتناقلها الثقات قصة ذلك الرجل الذي حضر عنده مروج المخدرات وفي أثناء حديثهما وهم يتفاوضان في الكمية والقيمة دخلت تلك الفتاة الصغيرة تحمل لضيف والدها ووالدها كأسين من العصير وعندما رأها ذاك الماكر المخادع والذئب الجائع ، قال لوالدها : أوريد هذه ؟!! فقال إنها صغيره ! فقال : لا ضير ، فما كان من الوالد إلا أن أحضر ابنته ووضع المخدر في كأس العصير وساقها إياه حتى إذا غاب عقلها ، بدأ الخبيث بجريمته النكراء بهذه الفتاة الصغيرة البريئة ،ووالدها ينظر إليه وقد غاب عن وعيه بفعل المخدر ، فلا حول ولا قوة إلا بالله بأي ذنبت قتلت
أمة الإسلام : إن للمسكرات والمخدرات مضاراً كثيرة أثبتها الطب الحديث ، وأكدتها تجارب المجتمعات ، وذكروا فيها أكثر من مائة وعشرين مضرة دينية ودنيوية . قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ : ( إن الحشيشة حرام ، يُحدُّ متناولها كما يحد شارب الخمر ، وهي أخبث من الخمر ، من جهة أنها تفسد العقل والمزاج ، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة ، وغير ذلك من الفساد،وأنها تصد عن ذكر الله ) ( )
ومن أعظم مضار المسكرات والمخدرات ، أنها تفسد العقل والمزاج ، وما قيمة الإنسان إذا فسد عقله وتغير مزاجه ، يتعاطى المسكرات والمخدرات فيرتكب من الآثام والخطايا ، ما تضج منه الأرجاء ، وما يندم عليه حين يصحو ، ولات ساعة مندم ، ولقد رأى أبو بكر الصديق رجلا يبول في فم رجلا آخر وهو يقول له :زدني زدني ؟!! وروى القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره : أن أحد السكارى جعل يبول ، ويأخذ بوله بيديه ليغسل به وجهه وهو يقول : اللهم اجعلني من التوابين ،واجعلني من المتطهرين .( )
ولما سُئل أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ : هل شربت الخمر في الجاهلية ؟ قال : أعوذ بالله ! فقيل له : ولِمَ ؟ قال : كنت أصون عرضي ، وأحفظ مروءتي ، فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عرضه ومروءته . رحمك الله يا أبا بكر ماذا نقول لبعض أبناء قومي الذين يقارفون مثل هاتيك الذنوب وهم يعلمون حرمتها ؟ ويدركون جيدا خطورتها ؟ ماذا نقول لمن سهروا في الليالي الحمراء على ما حرم الله ؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله ، يقول الله جل جلاله : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ ( )
وعندما سمع الصحابة هذه الآية قالوا : " انتهينا انتهينا " ويشمل تحريم الخمر ، جميع أنواع المسكرات ؛ لقوله : " كل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام " رواه مسلم ( )
وإذا تكرر من الشارب الشرب ، وهو يعاقب ولا يرتدع ، فقد قال شيخ الإسلام : " يقتل في الرابعة عند الحاجة إليه ، إذا لم ينته الناس بدون القتل " وهذا عين الفقه والعلم ، لأن الصائل على الأموال ، إذا لم يندفع إلا بالقتل قتل ، فما بالكم بالصائل على أخلاق المجتمع وصلاحه وفلاحه .
وأما عقوبته في الآخرة فقد قال : " لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه " رواه الترمذي وغيره وقال : " كل مسكر حرام ، إن الله عز وجل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال ، قالوا : يا رسول الله ، وما طينة الخبال ؟ قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار " رواه مسلم
فاتقوا الله أيها المسلمون واحذروا الخمر وأخواتها عافانا الله وأياكم من هذا البلاء …
بارك الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية
أيها المسلمون : إن من الأمور المهمة التي لابد من طرحها في مثل هذا الموضوع هو عن أسباب انتشار المخدرات في مجتمعاتنا وهاك يا رعاك الله بعض تلك الأسباب فمن عرف الداء عرف الدواء بإذن الله
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر يقع فيه
أولا : ضعف الوازع الديني ، فإذا ضعف الإيمان سهل على الإنسان ارتكاب المعاصي والمنكرات قال : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " رواه مسلم وإن المتعاطين للخمر والمخدرات غالبا ما يكونون مضيعين للصلاة ، ولذلك بين الله تعالى شأن الصلاة بقوله : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [العنكبوت :45]
ثانيا : السفر إلى الخارج حيث تكون هناك المغريات كثيرة ، فالمنكرات منتشرة دون مراقبة أو إنكار ولا حسيب ورقيب .
ثالثاً : القنوات الفضائية : تلك التي تبث الشر والفحشاء في بيوت المسلمين ومن شرها وبلائها الدعاية إلى شرب الخمور وتعاطي المسكرات والمخدرات سواء كان ذلك بصورة مباشرة أم غير مباشرة ، والشاب إذا رأى ذلك تأمره نفسه التواقة إلى كل جديد أن يجرب مثل ذلك وإذا وقع فالنهاية معلومة بائسة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
رابعاً : رفقاء السوء :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
ولقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت أن أكثر من ثمانين بالمائة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات ، كان وراءهم رفقاء السوء ، لذلك فإني أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله واختيار الصديق العاقل ومجالسة الصالحين ،وأوصي الآباء بمتابعة أبنائهم ورعايتهم وإبعادهم عن جلساء السوء وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
وأحذر أيها الشاب من التقليد والمجاملة لرفقاء السوء ، بل عليك أن تبتعد عن مجالستهم السيئة فأول الطريق الدخان ونهايته المخدرات .
و أحذر يا من ابتليت بشيء من هذه السموم ، أحذر أن تصم أذنيك ، وأن تستغشي ثيابك حينما تسمع التوجيه من الموجهين ، والنصيحة من الناصحين ، بل كن من الذين لهم آذان يسمعون بها ، وقلوب يعقلون بها واستمع إلى توجيهات الموجهين ونصائح الناصحين ، لعلك أن تكون من الراشدين الشاكرين ..
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:35 pm من طرف master
» نتيجة الصف الرابع نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:12 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثانى نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:51 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:26 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:05 pm من طرف master
» أوائل المدرسة نصف العام 2013 / 2014
الأربعاء يناير 08, 2014 7:44 pm من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الثالث آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:37 am من طرف master
» نتيجة امتحان آخر العام 2012/2013للصف الرابع
الإثنين مايو 13, 2013 1:25 am من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الخامس آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:01 am من طرف master