.2009 سنة أنفلونزا الخنازير والإخفاقات السياسية والاقتصادية العالمية
خطاب أوباما في القاهرة -عدوان غزة- جمود عملية السلام- أزمة دبي.. أبرز الأحداث
أشياء كثيرة لم تتحقق في العام ..2009 فلم يتحقق الاستقرار المنشود. وعشنا طوال أيام العام 2009 الطويلة في دوامة مرهقة من الصراعات والخلافات والتصعيد. والتنافس غير الشريف والضرب تحت الحزام. "والتقطيع" بأنواعه وألوانه كافة.
كانت 2009 سنة طويلة ومرهقة.. كانت سنة الأزمات والصراعات الطويلة والاخفاقات المتكررة علي المستويات كافة كنا نتمني أن تكون 2009 أقل احباطا. لكنها كانت زاخرة بالمحبطات. وعلي كافة الأصعدة تغلغلت السياسة إلي التفاصيل.. سيطرت علي واقعنا وأصبحنا رهن اشارتها. فقادتنا إلي ما لانحب وما نكره من تعطيل لمحركات النجاح الذي كنا نتمناه.
ينظر الفلسطينيون إلي العام 2009 كحدث فارق علي ما حمله من احباط وتراجع في مساعيهم لإقامة دولتهم المستقلة ونيل حق تقرير المصير والاستقلال.
ويودع الفلسطينيون هذا العام باستمرار تشرذم وضعهم الداخلي بالانقسام بين شطري الوطن الفلسطيني المحتمل بين قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة الخلاف السياسي بين قطبي الفصائل حركتي فتح وحماس.
وحمل العام استمراراً لتعثر مفاوضات السلام والعملية السلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل عدا عن حرب إسرائيلية مدمرة علي قطاع غزة عوضا في فشل المساعي العربية لتطويق الخلاف الداخلي.
حقبة مريرة
وقال مسئولون فلسطينيون ومراقبون إن هذا العام علي سلبياته الجسيمة شهد بداية لحقبة جديدة في العمل الفلسطيني عنوانها انتهاء مرحلة المفاوضات الثنائية للتسوية والبحث عن خيارات جديدة.
ويقول مصطفي البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية إن العام 2009 يعد من أسوء الأعوام في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني وحلقة جديدة لمزيد من الاحباط والتراجع.
وأشار البرغوثي إلي ما شهده هذا العام من تكريس للانقسام الفلسطيني الداخلي من جهة أخري وانهيار مفاوضات السلام والعملية السلمية مع إسرائيل من جهة أخري لكن البرغوثي يشدد علي أن هذا الواقع خلق مرحلة جديدة للعمل الفلسطيني تستند إلي تفعيل المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي واستنهاض التحرك الشعبي علي الصعيدين الفلسطيني والدولي لدعم القضية الفلسطينية ونيل حق تقرير المصير.
ومع مطلع عام 2009 شنت إسرائيل حربا مدمرة علي قطاع غزة في الفترة الممتدة من 27 ديسمبر إلي 18 يناير خلفت أكثر من 1500 قتيل فلسطيني ونحو خمسة آلاف جريح آخرين.. كما أسفرت الحرب الإسرائيلية التي تزرعت تل أبيب بإطلاق صواريخ من غزة علي أراضيها. بتدمير هائل في المنازل والبنية التحتية لقطاع غزة.
في عام 2009 أخذت مصر علي عاتقها رعاية الحوار الوطني الفلسطيني سعيا للوصول إلي مصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي ليمتد إلي ست جولات بدأت بحوار شامل وتلتها جولات ثنائية بين الحركتين المتخاصمتين فتح وحماس.
لكن هذه المساعي وصلت إلي طريق مسدود بين شد وجذب علي أثر بلورة القاهرة ورقة مصالحة كخلاصة لتفاهمات جولات الحوار فوافقت عليها حركة فتح ورفضت حماس توقيعها في الموعد الذي قرر المسئولون المصريون في 25 أكتوبر.
ويجمع مراقبون علي ما يشكله الانقسام الفلسطيني الداخلي من "انتكاسة" للفلسطينيين في ظل سياسيتين متناقضتين لكل من السلطة تحت هيمنة فتح وحكم حماس في غزة.. وخلال 2009 ايضا نجحت حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عقد أول مؤتمر عام لها منذ عشرين عاماً هو المؤتمر السادس الذي عقد لأول مرة في أرض فلسطينية هي مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.. ويري "المراقبون" أن مؤتمر فتح قدم رسالة نادرة للفلسطينيين بإمكانية تحقيق الإصلاح داخل التنظيم والمؤسسة وتحقيق انطلاقة جديدة شرط أن يتم ذلك برغبة وإرادة حقيقية.
وأقر الفلسطينيون مع نهاية هذا العام بفشل مسيرة مفاوضات السلام مع إسرائيل متهمين اياها باستمرار التنكر للحقوق الفلسطينية ومحاربة حل الدولتين لمنع إقامة الدولة الفلسطينية وتمكينهم من حق تقرير المصير.
وأعلن عباس في بداية نوفمبر عزمه عدم الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة التي كان مقررا اجراؤها في يناير المقبل. وعكس إعلان عباس عدم الترشح عن حالة الاحباط من عملية السلام المتعثرة وما يري الفلسطينيون أنه تقاعس الولايات المتحدة عن الضغط علي إسرائيل لوقف النشاط الاستيطاني في الأراضي التي احتلتها عام .1967
ونتحول إلي سوريا. حيث يعتبر الخطاب السوري الرسمي أن عام 2009 هو عام "الصواب" والنجاح للسياسة السورية الخارجية. واجتياز جديد لامتحان اقتصادي واجتماعي داخلي. لايعني بالضرورة حل كافة المعضلات أنما جزء هام منها. وترحيل بعضها إلي خطط خماسية قادمة. في منطقة تشهد المزيد من الغليان والتحولات وإعادة تشكيل التحالفات الجيوبوليتيكية.
ويمكن القول أنه منذ صعود نجم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتوقعات التي كانت تشير إلي فوزه في سباق الانتخابات وفق نتائج مسبقة لاستطلاعات الرأي الأمريكي وزوال "خط" المحافظين الجدد وممثلهم في البيت الأبيض الرئيس السابق جورج بوش عاد "أوكسجين" التنفس السوري لوضعه المستقر وتراجع "التهديد المباشر" الذي كانت دمشق تتعرض له منذ أصبح الجيش الأمريكي علي حدودها الشمالية الشرقية.
ومن خلال هذه المعادلة التي أثرت لبضع سنوات في الوضع السوري خارجيا وداخليا فان مطلع عام 2009. حمل لسوريا أولي علامات الانفراج مع وصول أوباما إلي البيت الأبيض وبداية حديثه عن "علاقات احترام متبادل مع دول العالم ومصالح مشتركة" ودعم أوروبي وفرنسي بشكل خاص لهذا التوجه.
وجاءت قمة الكويت التي حملت مبادرة مصالحة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. حيث تم اجتماع قادة السعودية ومصر وسوريا والكويت.. وأصبح الانفراج العربي تدريجيا يصل إلي سوريا تلامح ذلك مصالحة قمة أيضا في السعودية تبعها الأسد بزيارة أخري. إلي أن وصل العاهل السعودي إلي سوريا في أواخر سبتمبر المنصرم ليعلن الجانبان انهما طويا خلافات الماضي ويتجهان إلي تعزيز مصالحهما المتبادلة الثنائية والاقليمية مؤكدين علي الأطراف اللبنانية المتنازعة ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني يترأسها سعد الدين رفيق الحريري بعد سنوات من صراعات وتجاذبات قوي سياسية لبنانية مثلث كل منها مصالح اللاعبين الإقليميين والدوليين ابتدأت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير عام .2005
وتحقق بالفعل تشكيل الحكومة اللبنانية في الشهر الماضي وقام الحريري بأول زيارة له لدمشق منذ دخوله حلبة العمل السياسي بعد مقتل والده وقد اتفق الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني علي فتح آفاق جديدة في العلاقات بين البلدين.
في بداية 2009. خطف الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما أنظار العالم بتسلمه مفاتيح البيت الأبيض خلفاً لجورج بوش. كأول رئيس من أصل أفريقي يفوز بتأييد 5.52% من الناخبين الأمريكيين في بلد كان يحظر فيها قبل 50 عاماً علي السود التصويت.
وتعهد أوباما بأن يفتتح "عهداً جديداً" لتجاوز الأزمات الداخلية والخارجية التي تعاني منها الولايات المتحدة. بإغلاق معتقل جوانتانامو وإجراء اتصالات دبلوماسية مباشرة بدون أي شروط مسبقة مع إيران. فضلا عن القيام بدور قوي في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإعلان الدولة الفلسطينية. كما وعد الرئيس المنتخب بسحب جميع قوات بلاده في العراق والتوصل إلي حلول أمنية وسياسية لحرب أفغانستان. إلي جانب تعامله مع الأزمة الاقتصادية الأكبر.. لكن ماذا تحقق من كل هذه الوعود؟
وفي الشهر الرابع من 2009. انسحبت كوريا الشمالية من المحادثات السداسية التي تضم كلاً من الصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية رداً علي القرار الصادر عن مجلس الأمن بإدانة تجربتها لصاروخ بعيد المدي.. وأعلنت بيونج يانج إنها لم تعد ملتزمة بأي اتفاق دولي لنزع سلاحها النووي. وإنها ستعيد تشغيل محطتها التي تصنع البلوتونيوم من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة.
في هذا الشهر أيضا. فاجأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحضور خلال القمة الخامسة الأمريكيين ومد يده لمصافحة نظيره الفنزويلي هوجو شافيز. أحد أشرس منتقدي سياسة واشنطن. الذي قال بدوره إنه يرغب في أن يكون صديقا لأوباما لأنه "رجل ذكي ويختلف عن السابق".
في الشهر السادس من 2009. أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أنفلونزا الخنازير "اتش.1 ان1" وباءً عالمياً. وطالبت دول العالم رفع حالة التأهب إلي الدرجة السادسة عقب اكتشاف نحو 28 ألف حالة في أنحاء العالم.
ويعني تصنيف "الوباء" أن انتقال الفيروس بين البشر أصبح منتشراً في اقليمين علي الأقل من العالم. وكان الفيروس قد ظهر في المكسيك شهر أبريل الماضي 2009. وكان آخر إعلان عن ظهور المرض في عام 1968 بسبب ظهور أنفلونزا في مدينة هونج كونج في الشهر العاشر. فاجأت لجنة نوبل النرويجية العالم بمنح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة "نوبل للسلام" بعد أقل من تسعة أشهر علي توليه مهامه. لجهوده الاستثنائية الرامية إلي تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب.. وتسلم أوباما الجائزة في العاشر من ديسمبر بالعاصمة النرويجية أوسلو. وسط تساؤلات حول ما إذا كان منح هذه الجائزة مناسباً لرئيس قرر إرسال 30 ألف جندي إضافي لمواجهة مقاتلي حركة "طالبان" في أفغانستان.
في هذا الشهر أيضا. أقر الناخبون في سويسرا حظر المآذن متحدين الحكومة والبرلمان اللذين حذرا من أن مبادرة اليمن تمثل انتهاكاً للدستور السويسري ولحرية العبادة والتسامح التقليدي الذي تعتز به البلاد. وأثار نتيجة الاستفتاء عاصفة من الانتقادات العربية والإسلامية والعالمية التي رأت فيه سابقة تهدد العلاقة بين الدول الأوروبية جميعها والجاليات المسلمة.. كما أصدر القضاء البريطاني قراراً بإلقاء القبض علي وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني حال دخولها الأراضي البريطانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بصفتها من المسئولين عن شن العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة منذ عام والذي راح ضحيته أكثر من 1500 شهيد معظمهم من النساء والأطفال. وسحب القضاء البريطاني طلب الاعتقال عقب تراجع ليفني عن زيارة لندن لالقاء كلمة في المؤتمر اليهودي.
وشهد شهر ديسمبر أيضا إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الدول الرئيسية في قمة "كوبنهاجن" للمناخ توصلت إلي "اتفاق معقول". فيما أعرب مجموعة ال 77 عن انتقادها للاتفاق قائلة ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو "الاسوأ في التاريخ".
ويتضمن الاتفاق الذي واجه انتقادات دولية تخصيص 30 مليار دولار للاعوام الثلاث المقبلة للدول الفقيرة لمواجهة مخاطر تغيرات المناخ. علي أن ترتفع إلي 100 مليار دولار بحلول عام .2020 وطالب الاتفاق الذي لم يحصل علي تبني بالاجماع الدول علي خفض انبعاث الغازات من 20 إلي 30 في المائة بحلول عام .2020
اهتمت صحيفة "التليجراف" البريطانية برصد أهم الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال عام .2009
ولخصت الصحيفة هذا الحصاد في سبعة أحداث كان أولها الهجوم الذي شنته إسرائيل أواخر العام الماضي واستمر حتي الأسابيع الأولي من العام الحالي علي قطاع غزة.. وقالت الصحيفة إن هذه الحملة مثلها مثل الحرب السابقة علي حزب الله والحملات الأخري السابقة. وحدت العالم وحققت الهدف السياسي.. فقد فقدت حماس مصداقيتها بسبب عدم قدرتها علي حماية شعبها. ووقعت السلطة الفلسطينية في حيرة بين دعم أو إدانة تقرير جولدستون الذي انتقد كلا من حماس وإسرائيل وسلوكهما في الحرب.. كذلك أشارت الصحيفة إلي أن محاولات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاحياء عملية السلام واصطدامه برفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تجميد الاستيطان.
أما ثاني أهم الأحداث فكان أول زيارة قام بها الرئيس أوباما إلي الشرق الأوسط وإلقائه خطاباً موجه للمسلمين من جامعة القاهرة. يليه الانتخابات الرئاسية في إيران التي أسفرت عن إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً. وهو الأمر الذي دفع آلاف من الإيرانيين إلي النزول إلي الشوارع احتجاجاً علي التزوير في الانتخابات وقمع الحكومة لهذه المظاهرات.
ورأت الصحيفة أن من الأحداث البارزة أيضا عودة العنف إلي العراق وتحديداً في الشمال. رغم استمرار تحسن الأوضاع في مناطق أخري. وكانت علاقات الصداقة الجديدة بين بريطانيا وليبيا من أهم القضايا التي وضعتها الصحيفة ضمن حصادها السنوي. وقد بدأت هذه الصداقة بإطلاق سراح عبدالباسط المقرحي المدان في تفجير طائرة لوكيربي. وبعد ذلك جاءت صفقات التنقيب عن النفط بين الحكومة الليبية والشركات البريطانية.
وكان للشأن الاقتصادي نصيبه أيضا خاصة انهيار أسعار البترول. حتي وصل سعر البرميل إلي 40 دولارا. وهو ما أثر علي اقتصاد الدول العربية. خاصة الخليجية التي تعتمد علي البترول كمصدر دخل أساسي. وتلته الأزمة الاقتصادية لإمارة دبي بسبب الديون المتراكمة عليها.
خطاب أوباما في القاهرة -عدوان غزة- جمود عملية السلام- أزمة دبي.. أبرز الأحداث
أشياء كثيرة لم تتحقق في العام ..2009 فلم يتحقق الاستقرار المنشود. وعشنا طوال أيام العام 2009 الطويلة في دوامة مرهقة من الصراعات والخلافات والتصعيد. والتنافس غير الشريف والضرب تحت الحزام. "والتقطيع" بأنواعه وألوانه كافة.
كانت 2009 سنة طويلة ومرهقة.. كانت سنة الأزمات والصراعات الطويلة والاخفاقات المتكررة علي المستويات كافة كنا نتمني أن تكون 2009 أقل احباطا. لكنها كانت زاخرة بالمحبطات. وعلي كافة الأصعدة تغلغلت السياسة إلي التفاصيل.. سيطرت علي واقعنا وأصبحنا رهن اشارتها. فقادتنا إلي ما لانحب وما نكره من تعطيل لمحركات النجاح الذي كنا نتمناه.
ينظر الفلسطينيون إلي العام 2009 كحدث فارق علي ما حمله من احباط وتراجع في مساعيهم لإقامة دولتهم المستقلة ونيل حق تقرير المصير والاستقلال.
ويودع الفلسطينيون هذا العام باستمرار تشرذم وضعهم الداخلي بالانقسام بين شطري الوطن الفلسطيني المحتمل بين قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة الخلاف السياسي بين قطبي الفصائل حركتي فتح وحماس.
وحمل العام استمراراً لتعثر مفاوضات السلام والعملية السلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل عدا عن حرب إسرائيلية مدمرة علي قطاع غزة عوضا في فشل المساعي العربية لتطويق الخلاف الداخلي.
حقبة مريرة
وقال مسئولون فلسطينيون ومراقبون إن هذا العام علي سلبياته الجسيمة شهد بداية لحقبة جديدة في العمل الفلسطيني عنوانها انتهاء مرحلة المفاوضات الثنائية للتسوية والبحث عن خيارات جديدة.
ويقول مصطفي البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية إن العام 2009 يعد من أسوء الأعوام في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني وحلقة جديدة لمزيد من الاحباط والتراجع.
وأشار البرغوثي إلي ما شهده هذا العام من تكريس للانقسام الفلسطيني الداخلي من جهة أخري وانهيار مفاوضات السلام والعملية السلمية مع إسرائيل من جهة أخري لكن البرغوثي يشدد علي أن هذا الواقع خلق مرحلة جديدة للعمل الفلسطيني تستند إلي تفعيل المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي واستنهاض التحرك الشعبي علي الصعيدين الفلسطيني والدولي لدعم القضية الفلسطينية ونيل حق تقرير المصير.
ومع مطلع عام 2009 شنت إسرائيل حربا مدمرة علي قطاع غزة في الفترة الممتدة من 27 ديسمبر إلي 18 يناير خلفت أكثر من 1500 قتيل فلسطيني ونحو خمسة آلاف جريح آخرين.. كما أسفرت الحرب الإسرائيلية التي تزرعت تل أبيب بإطلاق صواريخ من غزة علي أراضيها. بتدمير هائل في المنازل والبنية التحتية لقطاع غزة.
في عام 2009 أخذت مصر علي عاتقها رعاية الحوار الوطني الفلسطيني سعيا للوصول إلي مصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي ليمتد إلي ست جولات بدأت بحوار شامل وتلتها جولات ثنائية بين الحركتين المتخاصمتين فتح وحماس.
لكن هذه المساعي وصلت إلي طريق مسدود بين شد وجذب علي أثر بلورة القاهرة ورقة مصالحة كخلاصة لتفاهمات جولات الحوار فوافقت عليها حركة فتح ورفضت حماس توقيعها في الموعد الذي قرر المسئولون المصريون في 25 أكتوبر.
ويجمع مراقبون علي ما يشكله الانقسام الفلسطيني الداخلي من "انتكاسة" للفلسطينيين في ظل سياسيتين متناقضتين لكل من السلطة تحت هيمنة فتح وحكم حماس في غزة.. وخلال 2009 ايضا نجحت حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عقد أول مؤتمر عام لها منذ عشرين عاماً هو المؤتمر السادس الذي عقد لأول مرة في أرض فلسطينية هي مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.. ويري "المراقبون" أن مؤتمر فتح قدم رسالة نادرة للفلسطينيين بإمكانية تحقيق الإصلاح داخل التنظيم والمؤسسة وتحقيق انطلاقة جديدة شرط أن يتم ذلك برغبة وإرادة حقيقية.
وأقر الفلسطينيون مع نهاية هذا العام بفشل مسيرة مفاوضات السلام مع إسرائيل متهمين اياها باستمرار التنكر للحقوق الفلسطينية ومحاربة حل الدولتين لمنع إقامة الدولة الفلسطينية وتمكينهم من حق تقرير المصير.
وأعلن عباس في بداية نوفمبر عزمه عدم الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة التي كان مقررا اجراؤها في يناير المقبل. وعكس إعلان عباس عدم الترشح عن حالة الاحباط من عملية السلام المتعثرة وما يري الفلسطينيون أنه تقاعس الولايات المتحدة عن الضغط علي إسرائيل لوقف النشاط الاستيطاني في الأراضي التي احتلتها عام .1967
ونتحول إلي سوريا. حيث يعتبر الخطاب السوري الرسمي أن عام 2009 هو عام "الصواب" والنجاح للسياسة السورية الخارجية. واجتياز جديد لامتحان اقتصادي واجتماعي داخلي. لايعني بالضرورة حل كافة المعضلات أنما جزء هام منها. وترحيل بعضها إلي خطط خماسية قادمة. في منطقة تشهد المزيد من الغليان والتحولات وإعادة تشكيل التحالفات الجيوبوليتيكية.
ويمكن القول أنه منذ صعود نجم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتوقعات التي كانت تشير إلي فوزه في سباق الانتخابات وفق نتائج مسبقة لاستطلاعات الرأي الأمريكي وزوال "خط" المحافظين الجدد وممثلهم في البيت الأبيض الرئيس السابق جورج بوش عاد "أوكسجين" التنفس السوري لوضعه المستقر وتراجع "التهديد المباشر" الذي كانت دمشق تتعرض له منذ أصبح الجيش الأمريكي علي حدودها الشمالية الشرقية.
ومن خلال هذه المعادلة التي أثرت لبضع سنوات في الوضع السوري خارجيا وداخليا فان مطلع عام 2009. حمل لسوريا أولي علامات الانفراج مع وصول أوباما إلي البيت الأبيض وبداية حديثه عن "علاقات احترام متبادل مع دول العالم ومصالح مشتركة" ودعم أوروبي وفرنسي بشكل خاص لهذا التوجه.
وجاءت قمة الكويت التي حملت مبادرة مصالحة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. حيث تم اجتماع قادة السعودية ومصر وسوريا والكويت.. وأصبح الانفراج العربي تدريجيا يصل إلي سوريا تلامح ذلك مصالحة قمة أيضا في السعودية تبعها الأسد بزيارة أخري. إلي أن وصل العاهل السعودي إلي سوريا في أواخر سبتمبر المنصرم ليعلن الجانبان انهما طويا خلافات الماضي ويتجهان إلي تعزيز مصالحهما المتبادلة الثنائية والاقليمية مؤكدين علي الأطراف اللبنانية المتنازعة ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني يترأسها سعد الدين رفيق الحريري بعد سنوات من صراعات وتجاذبات قوي سياسية لبنانية مثلث كل منها مصالح اللاعبين الإقليميين والدوليين ابتدأت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير عام .2005
وتحقق بالفعل تشكيل الحكومة اللبنانية في الشهر الماضي وقام الحريري بأول زيارة له لدمشق منذ دخوله حلبة العمل السياسي بعد مقتل والده وقد اتفق الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني علي فتح آفاق جديدة في العلاقات بين البلدين.
في بداية 2009. خطف الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما أنظار العالم بتسلمه مفاتيح البيت الأبيض خلفاً لجورج بوش. كأول رئيس من أصل أفريقي يفوز بتأييد 5.52% من الناخبين الأمريكيين في بلد كان يحظر فيها قبل 50 عاماً علي السود التصويت.
وتعهد أوباما بأن يفتتح "عهداً جديداً" لتجاوز الأزمات الداخلية والخارجية التي تعاني منها الولايات المتحدة. بإغلاق معتقل جوانتانامو وإجراء اتصالات دبلوماسية مباشرة بدون أي شروط مسبقة مع إيران. فضلا عن القيام بدور قوي في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإعلان الدولة الفلسطينية. كما وعد الرئيس المنتخب بسحب جميع قوات بلاده في العراق والتوصل إلي حلول أمنية وسياسية لحرب أفغانستان. إلي جانب تعامله مع الأزمة الاقتصادية الأكبر.. لكن ماذا تحقق من كل هذه الوعود؟
وفي الشهر الرابع من 2009. انسحبت كوريا الشمالية من المحادثات السداسية التي تضم كلاً من الصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية رداً علي القرار الصادر عن مجلس الأمن بإدانة تجربتها لصاروخ بعيد المدي.. وأعلنت بيونج يانج إنها لم تعد ملتزمة بأي اتفاق دولي لنزع سلاحها النووي. وإنها ستعيد تشغيل محطتها التي تصنع البلوتونيوم من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة.
في هذا الشهر أيضا. فاجأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحضور خلال القمة الخامسة الأمريكيين ومد يده لمصافحة نظيره الفنزويلي هوجو شافيز. أحد أشرس منتقدي سياسة واشنطن. الذي قال بدوره إنه يرغب في أن يكون صديقا لأوباما لأنه "رجل ذكي ويختلف عن السابق".
في الشهر السادس من 2009. أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أنفلونزا الخنازير "اتش.1 ان1" وباءً عالمياً. وطالبت دول العالم رفع حالة التأهب إلي الدرجة السادسة عقب اكتشاف نحو 28 ألف حالة في أنحاء العالم.
ويعني تصنيف "الوباء" أن انتقال الفيروس بين البشر أصبح منتشراً في اقليمين علي الأقل من العالم. وكان الفيروس قد ظهر في المكسيك شهر أبريل الماضي 2009. وكان آخر إعلان عن ظهور المرض في عام 1968 بسبب ظهور أنفلونزا في مدينة هونج كونج في الشهر العاشر. فاجأت لجنة نوبل النرويجية العالم بمنح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة "نوبل للسلام" بعد أقل من تسعة أشهر علي توليه مهامه. لجهوده الاستثنائية الرامية إلي تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب.. وتسلم أوباما الجائزة في العاشر من ديسمبر بالعاصمة النرويجية أوسلو. وسط تساؤلات حول ما إذا كان منح هذه الجائزة مناسباً لرئيس قرر إرسال 30 ألف جندي إضافي لمواجهة مقاتلي حركة "طالبان" في أفغانستان.
في هذا الشهر أيضا. أقر الناخبون في سويسرا حظر المآذن متحدين الحكومة والبرلمان اللذين حذرا من أن مبادرة اليمن تمثل انتهاكاً للدستور السويسري ولحرية العبادة والتسامح التقليدي الذي تعتز به البلاد. وأثار نتيجة الاستفتاء عاصفة من الانتقادات العربية والإسلامية والعالمية التي رأت فيه سابقة تهدد العلاقة بين الدول الأوروبية جميعها والجاليات المسلمة.. كما أصدر القضاء البريطاني قراراً بإلقاء القبض علي وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني حال دخولها الأراضي البريطانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بصفتها من المسئولين عن شن العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة منذ عام والذي راح ضحيته أكثر من 1500 شهيد معظمهم من النساء والأطفال. وسحب القضاء البريطاني طلب الاعتقال عقب تراجع ليفني عن زيارة لندن لالقاء كلمة في المؤتمر اليهودي.
وشهد شهر ديسمبر أيضا إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الدول الرئيسية في قمة "كوبنهاجن" للمناخ توصلت إلي "اتفاق معقول". فيما أعرب مجموعة ال 77 عن انتقادها للاتفاق قائلة ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو "الاسوأ في التاريخ".
ويتضمن الاتفاق الذي واجه انتقادات دولية تخصيص 30 مليار دولار للاعوام الثلاث المقبلة للدول الفقيرة لمواجهة مخاطر تغيرات المناخ. علي أن ترتفع إلي 100 مليار دولار بحلول عام .2020 وطالب الاتفاق الذي لم يحصل علي تبني بالاجماع الدول علي خفض انبعاث الغازات من 20 إلي 30 في المائة بحلول عام .2020
اهتمت صحيفة "التليجراف" البريطانية برصد أهم الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال عام .2009
ولخصت الصحيفة هذا الحصاد في سبعة أحداث كان أولها الهجوم الذي شنته إسرائيل أواخر العام الماضي واستمر حتي الأسابيع الأولي من العام الحالي علي قطاع غزة.. وقالت الصحيفة إن هذه الحملة مثلها مثل الحرب السابقة علي حزب الله والحملات الأخري السابقة. وحدت العالم وحققت الهدف السياسي.. فقد فقدت حماس مصداقيتها بسبب عدم قدرتها علي حماية شعبها. ووقعت السلطة الفلسطينية في حيرة بين دعم أو إدانة تقرير جولدستون الذي انتقد كلا من حماس وإسرائيل وسلوكهما في الحرب.. كذلك أشارت الصحيفة إلي أن محاولات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاحياء عملية السلام واصطدامه برفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تجميد الاستيطان.
أما ثاني أهم الأحداث فكان أول زيارة قام بها الرئيس أوباما إلي الشرق الأوسط وإلقائه خطاباً موجه للمسلمين من جامعة القاهرة. يليه الانتخابات الرئاسية في إيران التي أسفرت عن إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً. وهو الأمر الذي دفع آلاف من الإيرانيين إلي النزول إلي الشوارع احتجاجاً علي التزوير في الانتخابات وقمع الحكومة لهذه المظاهرات.
ورأت الصحيفة أن من الأحداث البارزة أيضا عودة العنف إلي العراق وتحديداً في الشمال. رغم استمرار تحسن الأوضاع في مناطق أخري. وكانت علاقات الصداقة الجديدة بين بريطانيا وليبيا من أهم القضايا التي وضعتها الصحيفة ضمن حصادها السنوي. وقد بدأت هذه الصداقة بإطلاق سراح عبدالباسط المقرحي المدان في تفجير طائرة لوكيربي. وبعد ذلك جاءت صفقات التنقيب عن النفط بين الحكومة الليبية والشركات البريطانية.
وكان للشأن الاقتصادي نصيبه أيضا خاصة انهيار أسعار البترول. حتي وصل سعر البرميل إلي 40 دولارا. وهو ما أثر علي اقتصاد الدول العربية. خاصة الخليجية التي تعتمد علي البترول كمصدر دخل أساسي. وتلته الأزمة الاقتصادية لإمارة دبي بسبب الديون المتراكمة عليها.
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:35 pm من طرف master
» نتيجة الصف الرابع نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:12 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثانى نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:51 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:26 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:05 pm من طرف master
» أوائل المدرسة نصف العام 2013 / 2014
الأربعاء يناير 08, 2014 7:44 pm من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الثالث آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:37 am من طرف master
» نتيجة امتحان آخر العام 2012/2013للصف الرابع
الإثنين مايو 13, 2013 1:25 am من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الخامس آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:01 am من طرف master