بسم الله الرحمن الرحيم ( )
أيها الأخوة في الله : إن شريعة الإسلام ..مبنية بناء متينا حكيما ، لأنها من العزيز الحكيم الحميد ، فهي أثر من آثاره سبحانه وتعالى ، وكل صغير وكبير في هذه الشريعة موضوع في موضعه تماما ، فكما أن خلق الله تعالى لا تفاوت فيه ، فكذلك أمره سبحانه لا تفاوت فيه ، فكل أوامره عدل ، وكل أمره قد تنزل على وفق العلم التام ، والحكمة البالغة ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فالذي خلق هذا الإنسان هو الذي أنزل له ما يصلحه ، ويرعى حقوقه تامة من غير نقصان .
فما من مصلحة في الدنيا و الآخرة إلا وأرشدت إليه ودلت عليه ، ولذا اعتنت الشريعة بحفظ الضرورات الخمس والتي هي : حفظ الدين ، وحفظ النفس ، وحفظ العقل ، وحفظ النسل ، وحفظ المال.
فحياة البشر في الدنيا لا تستقيم إلا بحفظ هذه الضروريات والتي اتفقت عليها الأديان السماوية ، وأقرت بها الأمم الماضية، وإذا فقدت تلك الضرورات فإن حياة الناس لا تستقيم ، وأمورهم لا تنتظم ، ويحصل من الفساد بقدر ما انتقص من هذه الضرورات ،وبفواتها تفوت النجاة في الآخرة ، ويرجع الناس بالخسران المبين .
وإن إدراك المسلم لهذه الضرورات الخمس ..يُكوّن لديه القناعة الكافية في دينه وشريعته، فيسعى جاهدا للالتزام بأحكامها ، والحذر من مخالفتها ، ويرفض الاستعاضة عنها ، ويمتنع من التهرب منها ، أو التحايل عليها ، لما سيعود عليه من نتائج وخيمة ، وأضرار جسيمة ، كما أن معرفة هذه الضرورات تعطى المسلم مناعة كافية ـ خاصة في وقتنا الحاضر ـ ضد الغزو الفكري ، والتيارات المستوردة ، والمبادئ البراقة ، والحقوق المزعومة ، التي يستتر أصحابها وراء دعايات كاذبة ، وشعارات خادعة .
أيها المسلمون : لقد اهتمت الشريعة بحفظ تلك الضرورات اهتماما بالغا ..فأوجب الإسلام على الناس حفظ الدين بالعمل به ، والدعوة إليه ، والحكم به ،ولهذا شُرِع الجهاد في سبيل الله لحفظ الدين ، والقضاء على من وقف في وجهه من المعاندين .
هذه الغاية التي من أجلها يقاتلُ المسلمون ويجاهدون ..وهي ما عبر عنها ربعي بنُ عامر ..وهو يخاطبُ رستم ، قائدَ الفرس ..بكل ثقة واقتدار ..لقد ابتعثنا اللهُ تعالى لنُخرِجَ من شاء من عبادةِ العباد ..إلى عبادةِ الله وحده ، ومن ضيقِ الدنيا إلى سعتهِا ..ومن جورِ الأديان ، إلى عدل الإسلام ..ومن هنا ندرك الغاياتِ العظيمة ..التي من أجلها شُرع الجهاد ، وجُعِلَ ذروةُ الإسلام ..ولم يكن الجيش الإسلامي جيشاً يتشفى بقتلِ خصومهِ ، وإذلالهِم لأن الجهادَ في الإسلام ، لم يكن بدافع حقدٍ يملأ القلوب ..ولا رغبةً في الاستعلاء ..ولا الاستكبار في الأرض ..ولم يكن يعرف سياسةَ الأرضِ المحروقة ..بل كان جيشا نظيفا شجاعا.. لا ترضى له عدالةُ الإسلام ، وشموخُ الإسلام ، وسماحةُ الإسلام ، وعظمةُ الإسلام ..لا ترضى له أن يقتلَ شيخاً كبيرا ، أو امرأةً ضعيفة ، أو يفجع أماً بوليدها ..أو يهدمَ صومعةً لعابد ..روى مسلم في صحيحه عن بريدة رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ : " اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا .." رواه مسلم .
ولما بَعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه يزيدَ بنَ سفيان ..قال له :إِنِّي مُوصِيكَ بِعَشْرٍ : لَا تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً ، وَلَا صَبِيًّا ، وَلَا كَبِيرًا هَرِمًا ، وَلَا تَقْطَعَنَّ شَجَرًا مُثْمِرًا ، وَلَا تُخَرِّبَنَّ عَامِرًا ، وَلَا تَعْقِرَنَّ شَاةً وَلَا بَعِيرًا إِلَّا لِمَأْكَلَةٍ ، وَلَا تَحْرِقَنَّ نَحْلًا ، وَلَا تُغَرِّقَنَّهُ ، وَلَا تَغْلُلْ ،وَلَا تَجْبُنْ ) رواه مالك في الموطأ .
قارن بين هذه الصورةِ المشرقة ، لجهاد المسلمين ، وبين قتالِ الكفارِ وأهدافهِم وغاياتهِم ..وتأملْ تاريخهَم الأسود ، الملطخَ بالدماء والأشلاء ، فهم الذين شنَّوا هجماتهِم البربرية ، على الأممِ المستضعفة ، في مشارقِ الأرضِ ومغاربهِا ..وجاسوا خلالَ الديار ..يبحثون عن أسواقٍ لبضائعهِم ..وأراضٍ لمستعمراتهِم ..واستبدوا بمنابع الثروةِ دون أهلهِا ..وأخذوا يفتشون ، عن المناجمِ والمعادن ، وعما تغلُه أرضُ اللهِ الواسعة ، من الحاصلات التي يمكنُ أن تكون غذاءً لبطونِ مصانعهِم ومعاملهِم ..يبحثون عن كلِّ ذلك ،وقلوبهُم كلُها جشعٌ وشره ، إلى المالِ والجاه ..وبين أيديهِم الدباباتُ المدججة ، وفوق رؤوسهِم الطائراتُ المساندة ، ووراء ظهورهِم عشراتُ الألوف من العساكر المدربة ..يقطعونَ على البلاد ، سُبَلَ عيشهِا ،وعلى أهاليَها طريقتهَم إلى الحياةِ الكريمة ، يريدون بذلك ، أن يهيئوا وقوداً ، لنيران مطامعهِم الفاحشة ، التي لا تزيدها الأيامُ ، إلا التهابا واضطراما .فلم تكن حروبُهم في سبيل الله ..وإنما كانت في سبيل شهواتهِم الدنيئة ..وأهوائهِم الذميمة ..وأما قتالهُم ضد المسلمين على وجهِ الخصوص ، فلسنا بحاجةٍ أن نستعرضَ صفحاتٍ من الماضي ..فهاهي حملتهم الجديدة ،تجري فصولُها الساعة ..على أرضِ الشيشان ..والتي يعجز المدادُ..أن يصفَ هولَها وبشاعتَها..قد تكالبَ الأعداءُ جميعا،يرمونها عن قوسٍ واحدة .. تأملْ ما يجري على أرضِ الشيشان ، حين تغيبُ القيمُ السامية ، التي من أجلهِا شُرِع القتال ، منذ ما يقاربُ سبعةَ أشهر ..والروسُ الملحدين ، يرتكبون أبْشَعَ الجرائم ، ضد شعبٍ محاصرٍ أعزل ..يُقصفُ بالطائراتِ والصواريخ ، ويُدكُ بالمدفعيةِ الثقيلة ..حتى مَلئتْ الجثثُ الشوارع ..وضاقتْ بها المقابرُ الجماعية ..وأهريقتُ الدماءُ في كل مكان ..واختلط دمُ الطفلِ الرضيع بدم أمهِ الثكْلى ..وهتكت أعراضُ النساء ..ولا مست صرخاتهنُ أسماعهَم ..لكنَّها لم تلامسْ نخوةَ المعتصم ..فأين حقوق الإنسان !! وأين المواثيق !! وأين العهود !!
أيها الأخوة في الله : ومن الضرورياتِ التي فرضهَا الإسلام ..لرعايةِ حقوقِ الإنسان.. حفظُ النفس ..فحرمَ الاعتداءَ عليها ، وكَفلَ للمظلومِ أن يأخذَ حقَه ..يقولُ اللهُ تعالى : ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بحق ، ومن قُتِل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا [الإسراء :33] فالحياة هبةٌ من الله ..لا يجوزُ أخذهُا إلا بشرعٍ من الله ! فكيف إذا كان المقتولُ مؤمنا ..فإن الأمرَ أشد..قال تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنمُ خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما [النساء :93] وقال : " لزوال الدنيا أهونُ على الله ..من قتل مؤمنٍ بغير حق " رواه الترمذي ( ) .
إن نظرةَ الإسلام ..لحفظِ حياةِ الإنسان ..تختلفُ عن النظرةِ الغربية ..والتي تدعى الحفاظَ على حقوقِ الإنسان ..والواقعُ يُثبتُ خلافَ ذلك .. ماذا فعل اليهودُ في الأرضِ المحتلة !! والصربُ في أرضِ البلقان !! والهندوسُ في كشمير!! فعندما استباحتْ الحضارةُ الغربية .. قتلَ المئاتِ والألوفَ والملايينَ من أجلِ الأطماعِ والمصالحِ المتصارعة ،لم تـُجِزْ تلك الحضارةِ الجوفاء ..إعدامَ القاتل .. الذي يقتلُ عمداً بغير حق ، تحت ادعاءِ حقِ الحياة !!
فَهْمٌ مضطرب ، وقوانينٌ متناقضة ، وممارسةٌ فاسدة .
إن أممَ الغرب .. التي حرمتْ قتلَ الفردِ المتعفنِ المعادي للمجتمع ، المتعدي على غيرِه ، أباحتْ وشجعتْ ..قتلَ الآلافِ من البشرِ الأبرياء ، أباحتْ قتلَ الأطفال والشيوخ والنساء ، إنه في كلِّ يومٍ .. تتقدمُ صناعةُ الأسلحةِ تقدماً مخيفا ، هذا التقدم الذي يفخر به الغرب ..هو تقدمٌ في طُرِق الفتك الجماعي بالبشر ، وأعلنوا أخيراً عن قنابلَ تَفتكُ بالبشر، وتقضي على الحيوان ، وتبقى على البناءاتِ والمنشآت ، فما أهون الإنسان في الحضارة المادية ؟!!
أيها الأخوة في الله : وقد أمر الله تعالى بحفظ النسل ، وشرع لذلك الوسائل الكفيلة بحفظه فرغب في كثرته ، ورغب في النكاح الذي به يحفظ النسل شرعا..فالإسلام لا يحارب دوافع الفطرة ،ولا يستقذرها ، إنما ينظمها ويطهرها ، ويرفعها عن المستوى الحيواني ، ويرقيها حتى تصبح المحور الذي يدور عليه الكثير من الآداب النفسية والاجتماعية ..فالزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية ..وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة ..ولذا لم يفرض العفة إلا وقد هيأ لها أسبابها ، وجعلها ميسورة للأفراد الأسوياء ، فلا يلجأ إلى الفاحشة حينئذ إلا الذي يعدل عن الطريق النظيف الميسور عامدا غير مضطر ..إن الإسلام يريد مجتمعا طاهرا نظيفا ، وفي الوقت ذاته ناصعا صريحا ، مجتمعا تؤدى فيه كل الوظائف الحيوية ، وتلبى فيه كل الدوافع الفطرية ،ولكن بغير فوضى ترفع الحياء الجميل ، مجتمعا يقوم على أساس الأسرة الشرعية المتينة القوائم ..وعلى البيت العلني الواضح المعالم ، مجتمعا يعرف فيه كل طفل أباه ، ولا يخجل من مولده ، لا ..لأن الحياء منزوع من الوجوه والنفوس .. ولكن لأن العلاقات الجنسية قائمة على أساس نظيف صريح ، طويل الأمد ، واضح الهدف ، يرمي إلى النهوض بواجب إنساني واجتماعي ، لا لمجرد إرضاء النزوة الحيوانية ، والشهوة الجنسية ! يقول الله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون .. أين هذه الأحكام التي خففت من هذه الآفة الخطيرة في المجتمع المسلم ..من حال الأمم الغربية ، ومن جرى على شاكلتهم ، حالة يندى لها الجبين ، وتنذر بالويل ، وضياع المجتمع بانتشار الأوبئة فيه ، الأخلاقية والبدنية ..ترى النساء شبه العاريات ..ينزوين في جوانب الأزقة مع شدة المطر والبرد ، ينتظرن من يتقدم ليطلب مضاجعتهن مقابل دريهمات ، وترى الفاحشة التي تهدر كرامة الإنسان ، كرامة الرجل والمرأة ..ترتكب علانية في أماكن عامة ، على صورة تستحي منها الحيوانات .. أليست إهانة بشرية مريعة أشكال الدعارة وأرقامها المتعاظمة !!انحطت الأخلاق وعدم الحياء حتى أباحوا اللواط والسحاق.. وأصبح للوطيين جمعيات وأحزاب، وسنت من أجلهم القوانين ، ووضعت التشريعات مخالفة لسنن الله ، وسنن الفطرة ، حتى أقروا شريعة زواج الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ويذرون ما خلق لهم ربهم من أزواجهم بل هم قوم عادون ..فأين كرامة الإنسان !! وأي حرية هذه !! وأي حقوق تلك !! فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
أقول قولي هذا فإن كان حقا فمن الله ، وإن كان غير ذلك فمني والشيطان واستغفر الله العظيم .
الخطبة الثانية
أيها الأخوة في الله : ومن الضروريات التي أهتم الإسلام بها لكفالة حق الإنسان في الحياة حفظ المال ..فالمال قوام الحياة ..ولا قيام لإنسان ولا بقاء له إلا بالمال ..فهو الطعام والشراب والسكن والعدة والعتاد .وقد وصفه الله بذلك بقوله : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما [النساء :5] وقد شرع الله سبحانه من التشريعات ما يكفل الحفاظ عليه ، وتنميته بكل وسيلة صالحة ..فالمال لله تعالى هو مالكه سبحانه .. يقول الله تعالى : وآتوهم من مال الله الذي آتاكم وقال و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فمادام المال ..مال الله ، فهو خاضع إذن لكل ما يقرره الله بشأنه بوصفه المالك الأول ، سوء في طريقة تملُكه ، أو في طريقة تنميته ، أو في طريقة إنفاقه ،وليس واضع اليد حرا في أن يفعل به ما يشاء ..وقد حرم الله تعالى أكل أموال الناس بالباطل .. فقال سبحانه ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وقال " إن أموالكم عليكم حرام " رواه البخاري ومسلم .
ويشمل هذا كل طريقة لتداول الأموال بينهم لم يأذن بها الله ، أو نهى عنها.. ومنها الغش والرشوة والقمار واحتكار الضروريات لإغلائها ، وجميع أنواع البيوع المحرمة ـ والربا في مقدمتها ـ فهو أشد الوسائل أكلاً للأموال بالباطل.. كما أن الشريعة نهت عن الاعتداء على المال فقال تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا [المائدة :38] .
وأخيرا أيها الأخوة من الضروريات التي اهتمت الشريعة بحفظها صيانة لحقوق الإنسان حفظ العقل ..الذي هو أعظم نعم الله على العبد ..والذي جعله فرقانا بين البهيمة والإنسان ،فبه يميز بين الخير والشر ، والضار والنافع ، به يسعد في حياته ، وبه يدبر أموره وشئونه ، به يتمتع ويهنأ ، وبه ترتقى الأمم وتتقدم الحياة ، وينتظم المجتمع الإنساني العام ، وقد أودع الله تعالى في هذا العقل من الطاقات للحكم على الأمور ، واستخلاص النتائج من مقدماتها ،والغوص إلى معرفة الحقائق الكونية ،والاستدلال بها على عظمة الخالق سبحانه وكمال قدرته وحكمته ..ولذا حرص الإسلام على حمايته وحفظه مما يفسده فقال تعالى إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر [المائدة : 91] وقال : " كل مسكر حرام " رواه البخاري ومسلم .
وبهذا يظهر أن حفظ العقل ضرورة لا حياة بدونها وأن حفظه يشمل صيانته عن العقائد الفاسدة والأفكار الضارة ، كما يشمل كذلك وقايته من المفسدات المادية كالخمر والمخدرات ونحوها ..وفاقد العقل بالسكر ، يسيء إلى نفسه ومجتمعه ، ويوقع مجتمعه وبني ملته في وهدة الذل والدمار ؛ فيخل بالأمن ، ويروع المجتمع ، ويعيد أساطير الثمالى الأولين ، ومجالس الشراب عند العرب الجاهليين ..
اللهم إنا نسألك إيمانا يباشر قلوبنا ، ويقينا صادقا ، وتوبة قبل الموت ، وراحة بعد الموت ، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين بالمعروف آمرين وعن المنكر ناهين يا رب العالمين اللهم آمن في الأوطان والدور ، وأصلح الأئمة وولاة الأمور يا عزيز يا غفور ..سبحان ربك رب العزة عما يصفون ..
أيها الأخوة في الله : إن شريعة الإسلام ..مبنية بناء متينا حكيما ، لأنها من العزيز الحكيم الحميد ، فهي أثر من آثاره سبحانه وتعالى ، وكل صغير وكبير في هذه الشريعة موضوع في موضعه تماما ، فكما أن خلق الله تعالى لا تفاوت فيه ، فكذلك أمره سبحانه لا تفاوت فيه ، فكل أوامره عدل ، وكل أمره قد تنزل على وفق العلم التام ، والحكمة البالغة ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فالذي خلق هذا الإنسان هو الذي أنزل له ما يصلحه ، ويرعى حقوقه تامة من غير نقصان .
فما من مصلحة في الدنيا و الآخرة إلا وأرشدت إليه ودلت عليه ، ولذا اعتنت الشريعة بحفظ الضرورات الخمس والتي هي : حفظ الدين ، وحفظ النفس ، وحفظ العقل ، وحفظ النسل ، وحفظ المال.
فحياة البشر في الدنيا لا تستقيم إلا بحفظ هذه الضروريات والتي اتفقت عليها الأديان السماوية ، وأقرت بها الأمم الماضية، وإذا فقدت تلك الضرورات فإن حياة الناس لا تستقيم ، وأمورهم لا تنتظم ، ويحصل من الفساد بقدر ما انتقص من هذه الضرورات ،وبفواتها تفوت النجاة في الآخرة ، ويرجع الناس بالخسران المبين .
وإن إدراك المسلم لهذه الضرورات الخمس ..يُكوّن لديه القناعة الكافية في دينه وشريعته، فيسعى جاهدا للالتزام بأحكامها ، والحذر من مخالفتها ، ويرفض الاستعاضة عنها ، ويمتنع من التهرب منها ، أو التحايل عليها ، لما سيعود عليه من نتائج وخيمة ، وأضرار جسيمة ، كما أن معرفة هذه الضرورات تعطى المسلم مناعة كافية ـ خاصة في وقتنا الحاضر ـ ضد الغزو الفكري ، والتيارات المستوردة ، والمبادئ البراقة ، والحقوق المزعومة ، التي يستتر أصحابها وراء دعايات كاذبة ، وشعارات خادعة .
أيها المسلمون : لقد اهتمت الشريعة بحفظ تلك الضرورات اهتماما بالغا ..فأوجب الإسلام على الناس حفظ الدين بالعمل به ، والدعوة إليه ، والحكم به ،ولهذا شُرِع الجهاد في سبيل الله لحفظ الدين ، والقضاء على من وقف في وجهه من المعاندين .
هذه الغاية التي من أجلها يقاتلُ المسلمون ويجاهدون ..وهي ما عبر عنها ربعي بنُ عامر ..وهو يخاطبُ رستم ، قائدَ الفرس ..بكل ثقة واقتدار ..لقد ابتعثنا اللهُ تعالى لنُخرِجَ من شاء من عبادةِ العباد ..إلى عبادةِ الله وحده ، ومن ضيقِ الدنيا إلى سعتهِا ..ومن جورِ الأديان ، إلى عدل الإسلام ..ومن هنا ندرك الغاياتِ العظيمة ..التي من أجلها شُرع الجهاد ، وجُعِلَ ذروةُ الإسلام ..ولم يكن الجيش الإسلامي جيشاً يتشفى بقتلِ خصومهِ ، وإذلالهِم لأن الجهادَ في الإسلام ، لم يكن بدافع حقدٍ يملأ القلوب ..ولا رغبةً في الاستعلاء ..ولا الاستكبار في الأرض ..ولم يكن يعرف سياسةَ الأرضِ المحروقة ..بل كان جيشا نظيفا شجاعا.. لا ترضى له عدالةُ الإسلام ، وشموخُ الإسلام ، وسماحةُ الإسلام ، وعظمةُ الإسلام ..لا ترضى له أن يقتلَ شيخاً كبيرا ، أو امرأةً ضعيفة ، أو يفجع أماً بوليدها ..أو يهدمَ صومعةً لعابد ..روى مسلم في صحيحه عن بريدة رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ : " اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا .." رواه مسلم .
ولما بَعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه يزيدَ بنَ سفيان ..قال له :إِنِّي مُوصِيكَ بِعَشْرٍ : لَا تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً ، وَلَا صَبِيًّا ، وَلَا كَبِيرًا هَرِمًا ، وَلَا تَقْطَعَنَّ شَجَرًا مُثْمِرًا ، وَلَا تُخَرِّبَنَّ عَامِرًا ، وَلَا تَعْقِرَنَّ شَاةً وَلَا بَعِيرًا إِلَّا لِمَأْكَلَةٍ ، وَلَا تَحْرِقَنَّ نَحْلًا ، وَلَا تُغَرِّقَنَّهُ ، وَلَا تَغْلُلْ ،وَلَا تَجْبُنْ ) رواه مالك في الموطأ .
قارن بين هذه الصورةِ المشرقة ، لجهاد المسلمين ، وبين قتالِ الكفارِ وأهدافهِم وغاياتهِم ..وتأملْ تاريخهَم الأسود ، الملطخَ بالدماء والأشلاء ، فهم الذين شنَّوا هجماتهِم البربرية ، على الأممِ المستضعفة ، في مشارقِ الأرضِ ومغاربهِا ..وجاسوا خلالَ الديار ..يبحثون عن أسواقٍ لبضائعهِم ..وأراضٍ لمستعمراتهِم ..واستبدوا بمنابع الثروةِ دون أهلهِا ..وأخذوا يفتشون ، عن المناجمِ والمعادن ، وعما تغلُه أرضُ اللهِ الواسعة ، من الحاصلات التي يمكنُ أن تكون غذاءً لبطونِ مصانعهِم ومعاملهِم ..يبحثون عن كلِّ ذلك ،وقلوبهُم كلُها جشعٌ وشره ، إلى المالِ والجاه ..وبين أيديهِم الدباباتُ المدججة ، وفوق رؤوسهِم الطائراتُ المساندة ، ووراء ظهورهِم عشراتُ الألوف من العساكر المدربة ..يقطعونَ على البلاد ، سُبَلَ عيشهِا ،وعلى أهاليَها طريقتهَم إلى الحياةِ الكريمة ، يريدون بذلك ، أن يهيئوا وقوداً ، لنيران مطامعهِم الفاحشة ، التي لا تزيدها الأيامُ ، إلا التهابا واضطراما .فلم تكن حروبُهم في سبيل الله ..وإنما كانت في سبيل شهواتهِم الدنيئة ..وأهوائهِم الذميمة ..وأما قتالهُم ضد المسلمين على وجهِ الخصوص ، فلسنا بحاجةٍ أن نستعرضَ صفحاتٍ من الماضي ..فهاهي حملتهم الجديدة ،تجري فصولُها الساعة ..على أرضِ الشيشان ..والتي يعجز المدادُ..أن يصفَ هولَها وبشاعتَها..قد تكالبَ الأعداءُ جميعا،يرمونها عن قوسٍ واحدة .. تأملْ ما يجري على أرضِ الشيشان ، حين تغيبُ القيمُ السامية ، التي من أجلهِا شُرِع القتال ، منذ ما يقاربُ سبعةَ أشهر ..والروسُ الملحدين ، يرتكبون أبْشَعَ الجرائم ، ضد شعبٍ محاصرٍ أعزل ..يُقصفُ بالطائراتِ والصواريخ ، ويُدكُ بالمدفعيةِ الثقيلة ..حتى مَلئتْ الجثثُ الشوارع ..وضاقتْ بها المقابرُ الجماعية ..وأهريقتُ الدماءُ في كل مكان ..واختلط دمُ الطفلِ الرضيع بدم أمهِ الثكْلى ..وهتكت أعراضُ النساء ..ولا مست صرخاتهنُ أسماعهَم ..لكنَّها لم تلامسْ نخوةَ المعتصم ..فأين حقوق الإنسان !! وأين المواثيق !! وأين العهود !!
أيها الأخوة في الله : ومن الضرورياتِ التي فرضهَا الإسلام ..لرعايةِ حقوقِ الإنسان.. حفظُ النفس ..فحرمَ الاعتداءَ عليها ، وكَفلَ للمظلومِ أن يأخذَ حقَه ..يقولُ اللهُ تعالى : ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بحق ، ومن قُتِل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا [الإسراء :33] فالحياة هبةٌ من الله ..لا يجوزُ أخذهُا إلا بشرعٍ من الله ! فكيف إذا كان المقتولُ مؤمنا ..فإن الأمرَ أشد..قال تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنمُ خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما [النساء :93] وقال : " لزوال الدنيا أهونُ على الله ..من قتل مؤمنٍ بغير حق " رواه الترمذي ( ) .
إن نظرةَ الإسلام ..لحفظِ حياةِ الإنسان ..تختلفُ عن النظرةِ الغربية ..والتي تدعى الحفاظَ على حقوقِ الإنسان ..والواقعُ يُثبتُ خلافَ ذلك .. ماذا فعل اليهودُ في الأرضِ المحتلة !! والصربُ في أرضِ البلقان !! والهندوسُ في كشمير!! فعندما استباحتْ الحضارةُ الغربية .. قتلَ المئاتِ والألوفَ والملايينَ من أجلِ الأطماعِ والمصالحِ المتصارعة ،لم تـُجِزْ تلك الحضارةِ الجوفاء ..إعدامَ القاتل .. الذي يقتلُ عمداً بغير حق ، تحت ادعاءِ حقِ الحياة !!
فَهْمٌ مضطرب ، وقوانينٌ متناقضة ، وممارسةٌ فاسدة .
إن أممَ الغرب .. التي حرمتْ قتلَ الفردِ المتعفنِ المعادي للمجتمع ، المتعدي على غيرِه ، أباحتْ وشجعتْ ..قتلَ الآلافِ من البشرِ الأبرياء ، أباحتْ قتلَ الأطفال والشيوخ والنساء ، إنه في كلِّ يومٍ .. تتقدمُ صناعةُ الأسلحةِ تقدماً مخيفا ، هذا التقدم الذي يفخر به الغرب ..هو تقدمٌ في طُرِق الفتك الجماعي بالبشر ، وأعلنوا أخيراً عن قنابلَ تَفتكُ بالبشر، وتقضي على الحيوان ، وتبقى على البناءاتِ والمنشآت ، فما أهون الإنسان في الحضارة المادية ؟!!
أيها الأخوة في الله : وقد أمر الله تعالى بحفظ النسل ، وشرع لذلك الوسائل الكفيلة بحفظه فرغب في كثرته ، ورغب في النكاح الذي به يحفظ النسل شرعا..فالإسلام لا يحارب دوافع الفطرة ،ولا يستقذرها ، إنما ينظمها ويطهرها ، ويرفعها عن المستوى الحيواني ، ويرقيها حتى تصبح المحور الذي يدور عليه الكثير من الآداب النفسية والاجتماعية ..فالزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية ..وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة ..ولذا لم يفرض العفة إلا وقد هيأ لها أسبابها ، وجعلها ميسورة للأفراد الأسوياء ، فلا يلجأ إلى الفاحشة حينئذ إلا الذي يعدل عن الطريق النظيف الميسور عامدا غير مضطر ..إن الإسلام يريد مجتمعا طاهرا نظيفا ، وفي الوقت ذاته ناصعا صريحا ، مجتمعا تؤدى فيه كل الوظائف الحيوية ، وتلبى فيه كل الدوافع الفطرية ،ولكن بغير فوضى ترفع الحياء الجميل ، مجتمعا يقوم على أساس الأسرة الشرعية المتينة القوائم ..وعلى البيت العلني الواضح المعالم ، مجتمعا يعرف فيه كل طفل أباه ، ولا يخجل من مولده ، لا ..لأن الحياء منزوع من الوجوه والنفوس .. ولكن لأن العلاقات الجنسية قائمة على أساس نظيف صريح ، طويل الأمد ، واضح الهدف ، يرمي إلى النهوض بواجب إنساني واجتماعي ، لا لمجرد إرضاء النزوة الحيوانية ، والشهوة الجنسية ! يقول الله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون .. أين هذه الأحكام التي خففت من هذه الآفة الخطيرة في المجتمع المسلم ..من حال الأمم الغربية ، ومن جرى على شاكلتهم ، حالة يندى لها الجبين ، وتنذر بالويل ، وضياع المجتمع بانتشار الأوبئة فيه ، الأخلاقية والبدنية ..ترى النساء شبه العاريات ..ينزوين في جوانب الأزقة مع شدة المطر والبرد ، ينتظرن من يتقدم ليطلب مضاجعتهن مقابل دريهمات ، وترى الفاحشة التي تهدر كرامة الإنسان ، كرامة الرجل والمرأة ..ترتكب علانية في أماكن عامة ، على صورة تستحي منها الحيوانات .. أليست إهانة بشرية مريعة أشكال الدعارة وأرقامها المتعاظمة !!انحطت الأخلاق وعدم الحياء حتى أباحوا اللواط والسحاق.. وأصبح للوطيين جمعيات وأحزاب، وسنت من أجلهم القوانين ، ووضعت التشريعات مخالفة لسنن الله ، وسنن الفطرة ، حتى أقروا شريعة زواج الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ويذرون ما خلق لهم ربهم من أزواجهم بل هم قوم عادون ..فأين كرامة الإنسان !! وأي حرية هذه !! وأي حقوق تلك !! فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
أقول قولي هذا فإن كان حقا فمن الله ، وإن كان غير ذلك فمني والشيطان واستغفر الله العظيم .
الخطبة الثانية
أيها الأخوة في الله : ومن الضروريات التي أهتم الإسلام بها لكفالة حق الإنسان في الحياة حفظ المال ..فالمال قوام الحياة ..ولا قيام لإنسان ولا بقاء له إلا بالمال ..فهو الطعام والشراب والسكن والعدة والعتاد .وقد وصفه الله بذلك بقوله : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما [النساء :5] وقد شرع الله سبحانه من التشريعات ما يكفل الحفاظ عليه ، وتنميته بكل وسيلة صالحة ..فالمال لله تعالى هو مالكه سبحانه .. يقول الله تعالى : وآتوهم من مال الله الذي آتاكم وقال و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فمادام المال ..مال الله ، فهو خاضع إذن لكل ما يقرره الله بشأنه بوصفه المالك الأول ، سوء في طريقة تملُكه ، أو في طريقة تنميته ، أو في طريقة إنفاقه ،وليس واضع اليد حرا في أن يفعل به ما يشاء ..وقد حرم الله تعالى أكل أموال الناس بالباطل .. فقال سبحانه ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وقال " إن أموالكم عليكم حرام " رواه البخاري ومسلم .
ويشمل هذا كل طريقة لتداول الأموال بينهم لم يأذن بها الله ، أو نهى عنها.. ومنها الغش والرشوة والقمار واحتكار الضروريات لإغلائها ، وجميع أنواع البيوع المحرمة ـ والربا في مقدمتها ـ فهو أشد الوسائل أكلاً للأموال بالباطل.. كما أن الشريعة نهت عن الاعتداء على المال فقال تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا [المائدة :38] .
وأخيرا أيها الأخوة من الضروريات التي اهتمت الشريعة بحفظها صيانة لحقوق الإنسان حفظ العقل ..الذي هو أعظم نعم الله على العبد ..والذي جعله فرقانا بين البهيمة والإنسان ،فبه يميز بين الخير والشر ، والضار والنافع ، به يسعد في حياته ، وبه يدبر أموره وشئونه ، به يتمتع ويهنأ ، وبه ترتقى الأمم وتتقدم الحياة ، وينتظم المجتمع الإنساني العام ، وقد أودع الله تعالى في هذا العقل من الطاقات للحكم على الأمور ، واستخلاص النتائج من مقدماتها ،والغوص إلى معرفة الحقائق الكونية ،والاستدلال بها على عظمة الخالق سبحانه وكمال قدرته وحكمته ..ولذا حرص الإسلام على حمايته وحفظه مما يفسده فقال تعالى إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر [المائدة : 91] وقال : " كل مسكر حرام " رواه البخاري ومسلم .
وبهذا يظهر أن حفظ العقل ضرورة لا حياة بدونها وأن حفظه يشمل صيانته عن العقائد الفاسدة والأفكار الضارة ، كما يشمل كذلك وقايته من المفسدات المادية كالخمر والمخدرات ونحوها ..وفاقد العقل بالسكر ، يسيء إلى نفسه ومجتمعه ، ويوقع مجتمعه وبني ملته في وهدة الذل والدمار ؛ فيخل بالأمن ، ويروع المجتمع ، ويعيد أساطير الثمالى الأولين ، ومجالس الشراب عند العرب الجاهليين ..
اللهم إنا نسألك إيمانا يباشر قلوبنا ، ويقينا صادقا ، وتوبة قبل الموت ، وراحة بعد الموت ، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين بالمعروف آمرين وعن المنكر ناهين يا رب العالمين اللهم آمن في الأوطان والدور ، وأصلح الأئمة وولاة الأمور يا عزيز يا غفور ..سبحان ربك رب العزة عما يصفون ..
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:35 pm من طرف master
» نتيجة الصف الرابع نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:12 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثانى نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:51 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:26 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:05 pm من طرف master
» أوائل المدرسة نصف العام 2013 / 2014
الأربعاء يناير 08, 2014 7:44 pm من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الثالث آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:37 am من طرف master
» نتيجة امتحان آخر العام 2012/2013للصف الرابع
الإثنين مايو 13, 2013 1:25 am من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الخامس آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:01 am من طرف master