كان عام 2009 عامًا مليئًا بالتناقضات بالنسبة للمنتخب المصري وقائد كتيبته حسن شحاتة، وبين انتصارات وانكسارات احتار مؤشر الفراعنة في العام الذي بدأ بتفاؤل كبير بالوصول لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، بعد أن اجتاز المنتخب التصفيات الأولية المؤهلة للمونديال بنجاح، وأودعته القرعة في المرحلة الثالثة والأخيرة في مجموعة اعتقد الكثيرون أنها "سهلة للغاية"، تضم منتخبات الجزائر وزامبيا ورواندا.
واستنادًا إلى مستويات منتخبات المجموعة في الفترة السابقة للتصفيات، كانت بطاقة السفر إلى جنوب أفريقيا شبه محسومة للفراعنة، لمَ لا وهم أبطال القارة الأفريقية في آخر نسختين لكأس الأمم، في حين أن الجزائر لم تصل من الأساس لهاتين النسختين، في الوقت الذي قدمت فيه زامبيا عروضًا هزيلة، وخرجت من حسابات المنافسة نظريًا، ناهيك عن كون رواندا منتخب بلا تاريخ ولا طموح.
وجاءت ضربة البداية في التاسع والعشرين من مارس، عندما احتشد 80 ألف متفرج في ستاد القاهرة منتظرين أن يقوم أولاد بلدهم بالتهام تماسيح زامبيا، في مستهل مباريات المجموعة الثالثة، لكن رياح المونديال تأتي دائمًا بما لا تشتهي سفن المصريين، حيث انتهت المباراة بتعادل مفاجئ بهدف لكل فريق، لتبدأ أشباح الخروج المبكر من المنافسة في زيارة أخيلة المصريين، إذ فقدوا نقطتين سهلتين على ملعبهم وأمام حشد كبير من الجماهير كفيل بتحريك الحجر.
وكالعادة خرجنا لنقول إن المشوار مازال طويلاً، وإن التعويض ممكن طالما هناك مباريات لم تُلعب بعد، وذلك قبل أن يسافر المنتخب إلى مدينة البليدة الجزائرية، ويمنى بهزيمة ثقيلة 1-3 أمام محاربي الصحراء، لتبدأ أحلام 80 مليون مصري بالتأهل لكأس العالم بالتبخر بشكل شبه رسمي، بعد أن حصدت مصر نقطة واحدة من مباراتين، وبات عليها أن تحصد 12 نقطة بالتمام من 4 مباريات هي ما تبقي من عمر التصفيات.
في هذه الآونة فقد المصريون الثقة في منتخب بلادهم، وفي قائد سفينته حسن شحاتة، وانطلقت السهام المصوبة إلى الجهاز الفني مشككة في إمكانية التمثيل المشرف في كأس القارات التي نظمتها جنوب أفريقيا الصيف الماضي، لا سيما بعد أن وقع المنتخب في مجموعة واحدة مع منتخبات البرازيل (بطل العالم 5 مرات) وإيطاليا (بطل العالم 4 مرات) والولايات المتحدة الأمريكية، مما أنذر بفضائح كروية وأرقام قياسية من الأهداف سوف تستقبلها شباك عصام الحضري في المباراة الأولى أمام "راقصي السامبا" والثانية أمام الـ"أتسوري" الإيطالي، لكن الواقع جاء مخالفًا للمنطق تمامًا.
تألق المصريون أمام البرازيل، ونجحوا في هز شباكهم 3 مرات والتعادل معهم خلال أحداث المباراة مرتين (1-1 و3-3)، وقبل ثوانٍ من انطلاق صافرة الحكم الإنجليزي هاوارد ويب لتعلن عن تعادل تاريخي بين مصر والبرازيل 3-3، حدثت واقعة جديدة على اللعبة، حينما لمست الكرة يد المدافع المصري أحمد المحمدي وهي في طريقها إلى المرمى، ولم يرَ ويب هذه اللمسة ليحتسب الكرة ضربة ركنية لصالح البرازيليين، قبل أن يغيِّر قراره ويحتسب ركلة جزاء استنادًا إلى الإعادة التليفزيونية التي نبَّهه إليها الحكم الرابع، مما يعد مخالفة صارخة لقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومجاملة فظة للبرازيل التي استغلت ركلة الجزاء كما يجب، وسجل صانع ألعابها كاكا هدف الفوز على مصر في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
خسر حسن شحاتة أمام البرازيل 3-4، لكنه نجح في استعادة ثقة ملايين المصريين التي فقدوها بعد الخسارة أمام الجزائر في البليدة، واستيقظ حلم المونديال من مخدعه بعد عرض رائع أمام نجوم السامبا في جنوب أفريقيا، وأيقن عدد كبير من المصريين أنهم عائدون إلى كيب تاون بعد عام ليمثلوا بلدهم في كأس العالم، لكن عقبة أخرى كانت في انتظارهم في كأس القارات وهي المنتخب الإيطالي.
كان خبراء كرة القدم محقين عندما قالوا إن مواجهة إيطاليا أصعب بكثير من مواجهة البرازيل، لأن الأول يعتمد على الناحية الخططية واللياقة البدنية العالية، بينما يعتمد الثاني على المهارات الفردية، وهي ما يمتلك المصريون شيئًا منها، مما يعني أن بإمكانهم مجاراة أصحابها نسبيًا، في حين يقف اللاعب المصري شبه عاجز أمام التكتيك المحكم واللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها الطليان.
لكن يأتي الفراعنة من جديد ليثبتوا تألقهم أمام الكبار، وحقق المنتخب المصري فوزًا أشبه بالصاعقة على المنتخب الإيطالي حامل لقب النسخة الأخيرة من كأس العالم، بهدف نظيف سجله ابن الإسماعيلية محمد سليمان (حمص)، لتنقلب مصر رأسًا على عقب، بعد أن نجح أبناؤها في تحقيق أول فوز في التاريخ يظفر به منتخب عربي أو أفريقي على إيطاليا في لعبة كرة القدم، وتعم الأفراح القاهرة، وتختلط دموع الفرح برقصات النشوة، في مشهد لن تنساه شوارع وميادين العاصمة العريقة.
لا داعي للقول إن المصريين باتوا على ثقة تامة بأن منتخب بلادهم سيكون في الدور الثاني للبطولة، بعد أن عبر الصعب بامتياز وبقي عليه أن يجتاز السهل (المنتخب الأمريكي)، وبدأوا في الحديث عن (ما بعد مواجهة أمريكا)، هل سنتقابل مع الماتادور الإسباني أم مع منتخب الـ"بافانا بافانا" صاحب الأرض والجمهور، أم مع المنتخب العراقي الشقيق والممثل العربي الثاني في هذا المحفل الدولي.
لكن الأمريكان حققوا المفاجأة على حساب الفراعنة، وهزموهم بثلاثية نظيفة أهالت التراب على فرحة ملايين المصريين بالأداء الراقي والخسارة بشرف أمام البرازيل، والفوز التاريخي على إيطاليا، ليعود المصريون إلى مطار القاهرة بعد أن خرجوا من البطولة خاليي الوفاض، وبدأ اللاعبون في الدفاع عن أنفسهم ضد خبر نشرته جريدة جنوب أفريقية يؤكد أن بعض لاعبي منتخب مصر احتفلوا بالفوز على إيطاليا مع فتيات ليل جنوب أفريقيات، وهو الخبر الذي تم تكذيبه فيما بعد، لكنه كان سببًا في نجاة رقبة حسن شحاتة من "الذبح الفني"، حيث اتجهت وسائل الإعلام للحديث عن الفضيحة المزعومة، متجاهلة خسارة مصر أمام أمريكا صفر-3 وخروجها من كأس القارات.
ومن جديد عادت أحلام التأهل للمونديال تداعب شحاتة ولاعبيه، بعد أن انفض مولد كأس القارات بـ"حمص" الذي هز شباك الإيطالي جيان لويجي بوفون أحد أفضل حراس المرمى في العالم، لكن ثلاثية الأمريكان في شباك الحضري عجَّلت برحيل زملاء الأخير إلى القاهرة، ليبدأوا الاستعداد لأربع مباريات عليهم الفوز بهم جميعًا، هي رواندا في القاهرة، ثم في كيجالي، وزامبيا في لوساكا، وأخيرًا الجزائر في القاهرة، وهو ما اعتبره البعض في عداد المعجزات.
وخطوة بخطوة حقق المصريون المراد، وأثبتوا أن الضغوط عليهم تلعب في صالحهم وليس ضدهم، وحصدوا بالفعل 12 نقطة كاملة من 4 مباريات بنسبة 100%، لتنتهي التصفيات في المجموعة بتعادل بين مصر والجزائر في رصيد النقاط وعدد الأهداف، واحتكم الفريقان إلى مباراة فاصلة استضافها ملعب نادي المريخ السوداني في الثامن عشر من نوفمبر، وكان للجزائريين الكلمة العليا فيها بهدف وحيد لعنتر بن يحيى، ليعودوا إلى المونديال بعد غياب منذ عام 1986، وهي آخر مرة رُفِع فيها علم بلد المليون شهيد في المحفل الدولي الأعظم لكرة القدم.
لكن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد، لأن الجماهير الجزائرية التي سافرت للسودان، والتي اتضح فيما أنها لم تكن جماهير كرة قدم وإنما من أصحاب السوابق ومن السجناء السابقين المفرج عنهم خصيصًا لحضور هذا اللقاء، اعتدت على الجماهير المصرية التي اعتقدت أنها ذاهبة للاحتفال بوصول مصر لكأس العالم لأول مرة منذ عام 1990، لكن ظنهم خاب مرتين.. الأولى في منتخب بلادهم الذي فرَّط في بطاقة الوصول لجنوب أفريقيا، والثانية في الأمن السوداني الذي فشل في حمايتهم من براثن الاعتداءات الجزائرية بالأسلحة البيضاء، من الجماهير التي أوصلتها للسودان طائرات تابعة للسلاح الجوي الجزائري، وأوكلت لهم مهمة محددة، ليست مؤازرة "الخُضر" في الملعب، لكنها الاعتداء على جماهير مصر بكافة الطرق الممكنة.
امتدت الأزمة وتشعبت، ووصلت إلى أروقة السياسة والدبلوماسية، وتبادلت الاتهامات بين البلدين حكومة وشعبًا، وبات البلدان الشقيقان - فجأة - عدوين، وتقدم الاتحاد المصري لكرة القدم بشكوى لنظيره الدولي يسرد فيها أحداث ملعب المريخ المؤسفة، وسوف يتخذ الفيفا قراراته في فبراير المقبل.
ومن جديد نجا حسن شحاتة من الانتقادات الفنية، بعد أن تحدثت جميع وسائل الإعلام عن أحداث ما بعد المباراة، وتجاهلت 90 دقيقة فشل فيها "المعلم" تكتيكيًا بشكل غير مسبوق، وفشل لاعبوه في هز شباك حارس مرمى ضعيف المستوى، ودفاع هش بحكم خبراء كرة القدم.
وقبل أيام من سفر منتخب مصر إلى أنجولا للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية التي تبدأ في يناير 2010، تسيطر حالة من اللامبالاة على جماهير مصر، التي لن يشفي غليلها فوز مصر بكأس الأمم، بعد أن أفلت الجزائريون بجريمتهم المنظمة إلى كأس العالم، وبدأت نار الإهانات التي تلقاها أبناء مصر في السودان في الانطفاء بفعل فاعل، واقتربت المياه من العودة لمجاريها من الناحية الرسمية بين البلدين، لكنها - أبدًا - لن تعود كذلك بين الشعبين.
واستنادًا إلى مستويات منتخبات المجموعة في الفترة السابقة للتصفيات، كانت بطاقة السفر إلى جنوب أفريقيا شبه محسومة للفراعنة، لمَ لا وهم أبطال القارة الأفريقية في آخر نسختين لكأس الأمم، في حين أن الجزائر لم تصل من الأساس لهاتين النسختين، في الوقت الذي قدمت فيه زامبيا عروضًا هزيلة، وخرجت من حسابات المنافسة نظريًا، ناهيك عن كون رواندا منتخب بلا تاريخ ولا طموح.
وجاءت ضربة البداية في التاسع والعشرين من مارس، عندما احتشد 80 ألف متفرج في ستاد القاهرة منتظرين أن يقوم أولاد بلدهم بالتهام تماسيح زامبيا، في مستهل مباريات المجموعة الثالثة، لكن رياح المونديال تأتي دائمًا بما لا تشتهي سفن المصريين، حيث انتهت المباراة بتعادل مفاجئ بهدف لكل فريق، لتبدأ أشباح الخروج المبكر من المنافسة في زيارة أخيلة المصريين، إذ فقدوا نقطتين سهلتين على ملعبهم وأمام حشد كبير من الجماهير كفيل بتحريك الحجر.
وكالعادة خرجنا لنقول إن المشوار مازال طويلاً، وإن التعويض ممكن طالما هناك مباريات لم تُلعب بعد، وذلك قبل أن يسافر المنتخب إلى مدينة البليدة الجزائرية، ويمنى بهزيمة ثقيلة 1-3 أمام محاربي الصحراء، لتبدأ أحلام 80 مليون مصري بالتأهل لكأس العالم بالتبخر بشكل شبه رسمي، بعد أن حصدت مصر نقطة واحدة من مباراتين، وبات عليها أن تحصد 12 نقطة بالتمام من 4 مباريات هي ما تبقي من عمر التصفيات.
في هذه الآونة فقد المصريون الثقة في منتخب بلادهم، وفي قائد سفينته حسن شحاتة، وانطلقت السهام المصوبة إلى الجهاز الفني مشككة في إمكانية التمثيل المشرف في كأس القارات التي نظمتها جنوب أفريقيا الصيف الماضي، لا سيما بعد أن وقع المنتخب في مجموعة واحدة مع منتخبات البرازيل (بطل العالم 5 مرات) وإيطاليا (بطل العالم 4 مرات) والولايات المتحدة الأمريكية، مما أنذر بفضائح كروية وأرقام قياسية من الأهداف سوف تستقبلها شباك عصام الحضري في المباراة الأولى أمام "راقصي السامبا" والثانية أمام الـ"أتسوري" الإيطالي، لكن الواقع جاء مخالفًا للمنطق تمامًا.
تألق المصريون أمام البرازيل، ونجحوا في هز شباكهم 3 مرات والتعادل معهم خلال أحداث المباراة مرتين (1-1 و3-3)، وقبل ثوانٍ من انطلاق صافرة الحكم الإنجليزي هاوارد ويب لتعلن عن تعادل تاريخي بين مصر والبرازيل 3-3، حدثت واقعة جديدة على اللعبة، حينما لمست الكرة يد المدافع المصري أحمد المحمدي وهي في طريقها إلى المرمى، ولم يرَ ويب هذه اللمسة ليحتسب الكرة ضربة ركنية لصالح البرازيليين، قبل أن يغيِّر قراره ويحتسب ركلة جزاء استنادًا إلى الإعادة التليفزيونية التي نبَّهه إليها الحكم الرابع، مما يعد مخالفة صارخة لقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومجاملة فظة للبرازيل التي استغلت ركلة الجزاء كما يجب، وسجل صانع ألعابها كاكا هدف الفوز على مصر في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
خسر حسن شحاتة أمام البرازيل 3-4، لكنه نجح في استعادة ثقة ملايين المصريين التي فقدوها بعد الخسارة أمام الجزائر في البليدة، واستيقظ حلم المونديال من مخدعه بعد عرض رائع أمام نجوم السامبا في جنوب أفريقيا، وأيقن عدد كبير من المصريين أنهم عائدون إلى كيب تاون بعد عام ليمثلوا بلدهم في كأس العالم، لكن عقبة أخرى كانت في انتظارهم في كأس القارات وهي المنتخب الإيطالي.
كان خبراء كرة القدم محقين عندما قالوا إن مواجهة إيطاليا أصعب بكثير من مواجهة البرازيل، لأن الأول يعتمد على الناحية الخططية واللياقة البدنية العالية، بينما يعتمد الثاني على المهارات الفردية، وهي ما يمتلك المصريون شيئًا منها، مما يعني أن بإمكانهم مجاراة أصحابها نسبيًا، في حين يقف اللاعب المصري شبه عاجز أمام التكتيك المحكم واللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها الطليان.
لكن يأتي الفراعنة من جديد ليثبتوا تألقهم أمام الكبار، وحقق المنتخب المصري فوزًا أشبه بالصاعقة على المنتخب الإيطالي حامل لقب النسخة الأخيرة من كأس العالم، بهدف نظيف سجله ابن الإسماعيلية محمد سليمان (حمص)، لتنقلب مصر رأسًا على عقب، بعد أن نجح أبناؤها في تحقيق أول فوز في التاريخ يظفر به منتخب عربي أو أفريقي على إيطاليا في لعبة كرة القدم، وتعم الأفراح القاهرة، وتختلط دموع الفرح برقصات النشوة، في مشهد لن تنساه شوارع وميادين العاصمة العريقة.
لا داعي للقول إن المصريين باتوا على ثقة تامة بأن منتخب بلادهم سيكون في الدور الثاني للبطولة، بعد أن عبر الصعب بامتياز وبقي عليه أن يجتاز السهل (المنتخب الأمريكي)، وبدأوا في الحديث عن (ما بعد مواجهة أمريكا)، هل سنتقابل مع الماتادور الإسباني أم مع منتخب الـ"بافانا بافانا" صاحب الأرض والجمهور، أم مع المنتخب العراقي الشقيق والممثل العربي الثاني في هذا المحفل الدولي.
لكن الأمريكان حققوا المفاجأة على حساب الفراعنة، وهزموهم بثلاثية نظيفة أهالت التراب على فرحة ملايين المصريين بالأداء الراقي والخسارة بشرف أمام البرازيل، والفوز التاريخي على إيطاليا، ليعود المصريون إلى مطار القاهرة بعد أن خرجوا من البطولة خاليي الوفاض، وبدأ اللاعبون في الدفاع عن أنفسهم ضد خبر نشرته جريدة جنوب أفريقية يؤكد أن بعض لاعبي منتخب مصر احتفلوا بالفوز على إيطاليا مع فتيات ليل جنوب أفريقيات، وهو الخبر الذي تم تكذيبه فيما بعد، لكنه كان سببًا في نجاة رقبة حسن شحاتة من "الذبح الفني"، حيث اتجهت وسائل الإعلام للحديث عن الفضيحة المزعومة، متجاهلة خسارة مصر أمام أمريكا صفر-3 وخروجها من كأس القارات.
ومن جديد عادت أحلام التأهل للمونديال تداعب شحاتة ولاعبيه، بعد أن انفض مولد كأس القارات بـ"حمص" الذي هز شباك الإيطالي جيان لويجي بوفون أحد أفضل حراس المرمى في العالم، لكن ثلاثية الأمريكان في شباك الحضري عجَّلت برحيل زملاء الأخير إلى القاهرة، ليبدأوا الاستعداد لأربع مباريات عليهم الفوز بهم جميعًا، هي رواندا في القاهرة، ثم في كيجالي، وزامبيا في لوساكا، وأخيرًا الجزائر في القاهرة، وهو ما اعتبره البعض في عداد المعجزات.
وخطوة بخطوة حقق المصريون المراد، وأثبتوا أن الضغوط عليهم تلعب في صالحهم وليس ضدهم، وحصدوا بالفعل 12 نقطة كاملة من 4 مباريات بنسبة 100%، لتنتهي التصفيات في المجموعة بتعادل بين مصر والجزائر في رصيد النقاط وعدد الأهداف، واحتكم الفريقان إلى مباراة فاصلة استضافها ملعب نادي المريخ السوداني في الثامن عشر من نوفمبر، وكان للجزائريين الكلمة العليا فيها بهدف وحيد لعنتر بن يحيى، ليعودوا إلى المونديال بعد غياب منذ عام 1986، وهي آخر مرة رُفِع فيها علم بلد المليون شهيد في المحفل الدولي الأعظم لكرة القدم.
لكن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد، لأن الجماهير الجزائرية التي سافرت للسودان، والتي اتضح فيما أنها لم تكن جماهير كرة قدم وإنما من أصحاب السوابق ومن السجناء السابقين المفرج عنهم خصيصًا لحضور هذا اللقاء، اعتدت على الجماهير المصرية التي اعتقدت أنها ذاهبة للاحتفال بوصول مصر لكأس العالم لأول مرة منذ عام 1990، لكن ظنهم خاب مرتين.. الأولى في منتخب بلادهم الذي فرَّط في بطاقة الوصول لجنوب أفريقيا، والثانية في الأمن السوداني الذي فشل في حمايتهم من براثن الاعتداءات الجزائرية بالأسلحة البيضاء، من الجماهير التي أوصلتها للسودان طائرات تابعة للسلاح الجوي الجزائري، وأوكلت لهم مهمة محددة، ليست مؤازرة "الخُضر" في الملعب، لكنها الاعتداء على جماهير مصر بكافة الطرق الممكنة.
امتدت الأزمة وتشعبت، ووصلت إلى أروقة السياسة والدبلوماسية، وتبادلت الاتهامات بين البلدين حكومة وشعبًا، وبات البلدان الشقيقان - فجأة - عدوين، وتقدم الاتحاد المصري لكرة القدم بشكوى لنظيره الدولي يسرد فيها أحداث ملعب المريخ المؤسفة، وسوف يتخذ الفيفا قراراته في فبراير المقبل.
ومن جديد نجا حسن شحاتة من الانتقادات الفنية، بعد أن تحدثت جميع وسائل الإعلام عن أحداث ما بعد المباراة، وتجاهلت 90 دقيقة فشل فيها "المعلم" تكتيكيًا بشكل غير مسبوق، وفشل لاعبوه في هز شباك حارس مرمى ضعيف المستوى، ودفاع هش بحكم خبراء كرة القدم.
وقبل أيام من سفر منتخب مصر إلى أنجولا للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية التي تبدأ في يناير 2010، تسيطر حالة من اللامبالاة على جماهير مصر، التي لن يشفي غليلها فوز مصر بكأس الأمم، بعد أن أفلت الجزائريون بجريمتهم المنظمة إلى كأس العالم، وبدأت نار الإهانات التي تلقاها أبناء مصر في السودان في الانطفاء بفعل فاعل، واقتربت المياه من العودة لمجاريها من الناحية الرسمية بين البلدين، لكنها - أبدًا - لن تعود كذلك بين الشعبين.
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:35 pm من طرف master
» نتيجة الصف الرابع نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 10:12 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثانى نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:51 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:26 pm من طرف master
» نتيجة الصف الثالث نصف العام 2013 / 2014
الثلاثاء يناير 14, 2014 8:05 pm من طرف master
» أوائل المدرسة نصف العام 2013 / 2014
الأربعاء يناير 08, 2014 7:44 pm من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الثالث آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:37 am من طرف master
» نتيجة امتحان آخر العام 2012/2013للصف الرابع
الإثنين مايو 13, 2013 1:25 am من طرف master
» نتيجة امتحان الصف الخامس آخر العام 2012/ 2013
الإثنين مايو 13, 2013 1:01 am من طرف master